و قد وعدت الوزارة الوصية اللاعبين والطاقم الإداري والفني والتقني بمنح مالية مهمة لا تناسب أبدا مع خطاب الأزمة الذي تروج له حكومتنا، ناهيك عما رصد للإستعدادات والتنقلات والمعسكرات. في البرازيل وبلدان أفريقيا نجومهم في كرة القدم وألعاب القوى وباقي الرياضات المختفلةهم أصحاب مشاريع خيرية ومبادرات اجتماعية وقرى رياضية ومنشآت ثقافية .أما في المغرب فبعض نجومنا هم أصحاب الثروات والشركات والمقاهي وعليهم توزع المأذونيات وأراضي سوجيتا ويمنحون الترقيات المختلفة وتحجز لهم المكاتب الخاصة في الوزارات حاضرين كانوا أوغائبين. لن ننكر أبدا ما قدموا لبلدنا ولن نتنكر لعطائهم وهم الذين حملوا الراية الوطنية في المنتديات الدولية. ولكن بالمقابل لا بد أن نذكرهم أنهم استنشقوا عبير هذا البلد وتنسموا هواءه وشربوا ماءه واستقبلوا دعوات شيبه وشبابه.سنفرح كثيرا إن بادروا بالتبرع بمنحهم للفقراء من أبناء هذا البلد أو لذوي السابقة من رواد الرياضة الذين يعانون في صمت وحسرة ويتأسفون على وطن تنكر لهم وأدار عنهم ظهره في أواخر أيامهم. في دول الفساد والإستبداد كرة القدم أولى الأولويات لأنها تغطي على كل الإختلالات، حيث تصبح أداة تخدير شعبي متميزة قادرة أن تمتص الغضب وتنسي الألم وتخرج الآلاف يحملون الرايات والصور، وهو إنجاز لم تستطع جميع الأحزاب ولا الهيئآت تحقيقه. يجب أن نعترف أننا لسنا شعبا رياضيا بل نحن متابعون للرياضة بدليل العدد الهزيل جدا للمنخرطين في الأندية الرياضية المختلفة الذي لا يتجاوز بضعة آلاف بالمقارنة مع تعداد السكان. ولكي نصبح شعبا رياضيا لابد من سياسة رشيدة تتوخى القطع النهائي مع كل ما يخرب الصحة العامة للشباب بما فيها المخدرات والمهلوسات والهدر المدررسي مع العناية التامة برياضة القرب داخل الأحياء والأزقة وتشجيع الرياضة المدرسية والعناية بالمدارس الكروية مع الإحتفاظ بالفضاءات الطبيعية التي يرتادها المواطنون في عطلهم الأسبوعية لممارسة الرياضات المختلفة بدل زحف الإسمنت المسلح الذي خنق الأنفاس وحجب الأنظار. و آنذاك يمكننا أن نلقن لأبنائنا المقولة الشهيرة : العقل السليم في الجسم السليم.