بعد أن هدأت العاصفة واتضحت الرؤية ونجح من اجتهد وفشل من تقاعس وانتصر من أستعد وانهزم من تهاون. و بعد أن فرح و انشرح البعض وغضب وحزن البعض الآخر بعد كل هذا وذاك، ماذا عسانا ان نقول نحن الذين شجعنا هذا او ذاك واختار هذا الفريق او ذلك ؟ وماذا عسى من فاز وانتصر و من تعتر وسقط أن يقول ويفعل ؟ ما هي الدروس و العبر التي يمكن استخلاصها من هذه التجربة ؟ وما هي طموحات وانتظارات المغاربة في المرحلة القادمة ؟ -1- دروس وعبر
- لقد انتهت المبارة و ما رافقها من صراع ومن كلام تنافس قيل عنه الشيئ الكثير انتهى كل هذا وعلينأ ان نختار بين طريقتين واسلوبين لا تالت لهما في التعاطي مع مرحلة مابعد 8 شتنبر 2021 : اسلوب الحوار من اجل التعايش والتعاون لخدمة مصالح الشعب والوطن جنبا إلى جنب مع الدولة التي يقودها رمز الأمة وضامن وحدتها وامنها واستقرارها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله واسلوب اخر لايريده اي مواطن شريف واي وطني غيور ان يراه في هذه الارض الطيبة التي حباها الله تعالى بشعب اصيل ودولة عريقة راكما معا تاريخا مشرقا قدم ولازال يقدم دروسا في الوفاء للشعار الخالد الله - الوطن - الملك .انه اسلوب التطاحن والصراع على المصالح الخاصة و الفئوية الضيقة والبحت عن سبل الانتقام من الاخرواقصائه من المشاركة في تدبير شؤون جماعته او جهته او وطنه من هذا الموقع او ذاك بهذه الطريقة او تلك . هذا ما يجب رفضه ليعيش الجميع تحت سقف بيت واحد غالي جدا اسمه المغرب وليستفيذ جميع بناته وأبنائه من خيراته دون هيمنة هذا او ذاك ودون احتكار من أحد .هذا هو المغرب الذي كان منذ قدم التاريخ وضحى ملوكه وشعبه الى ان وصل الى ما وصل اليه الان حرا و مستقلا .هذا هو المغرب الذي يريد ملكه وشعبه ان يستمر جيلا بعد جيل
- 2- طموحات وانتظارات:
نعم لكل واحد منا مسؤولية خدمة بلده مهما كان موقعه الاجتماعي ومرتبته ووظيفته ولكن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق كل من يتحمل أمانة تسيير شؤون المجتمع بعد أن اختارته الساكنة ان يكون ممثلا لهم في إحدى المؤسسات الرسمية المحدتة دستوريا و المؤطرة قانونيا . البداية في اختيار رئيس الجماعة او الجهة ،أنها المرحلة المقبلة والحاسمة في هذا المسلسل الانتخابي ويمكن اعتبارها لحظة خطيرة يدخل فيها المرشح في امتحان عسير يجرب فيه ضميره وأخلاقه ومدى تشبعه بروح المواطنة وما تقتضيه من الإحساس بالمسؤولية مع التمييز بين الحق و الواجب والامتتال للقانون والاستعداد لتقديم الحساب انسجاما ومبدا ربط المسؤولية بالمحاسبة .ان المغاربة أذكياء ولا يمكن لأحد الكذب عليهم او تضليلهم، أنهم يراقبون كل شيئ من قريب ومن بعيد ويعرفون كيف وصل هذا الشخص و ذاك إلى كرسي المسؤولية ويميزون بين الوعود الصادقة المعقولة والواقعية ،القابلة للإنجاز والتنفيذ وبين الوعود الكاذبة و المستحيلة تحقيقها خلال فترة زمنية محدودة لا تتجاوز ست سنوات ،الهدف منها التاتير على فئات واسعة من الناخبين واستغلال العملية الانتخابية كخيار ديمقراطي للوصول إلى مراكز القرار لتحقيق أهداف خاصة و مآرب شخصية على حساب المصلحة العامة للساكنة . لكن ما ينبغي أن يعرفه الجميع ان المواطن المغربي أصبح أكثر وعيا وسيزداد وعيه أكثر بفضل عدة عوامل ،ابرزها انتشار التكنولوجية الحديثة وما ادت اليه من وجود وسائط التواصل الاجتماعي وسهولة انتشار المعلومة وتبادل الأفكار بين عدد كبير من المواطنات والمواطنين وأصبح صوت المواطن في العملية الانتخابية حاسما في اختيار هذا الحزب او ذاك وهذا الشخص او ذاك وهو ، اي المواطن ' الذي يكافئ او يعاقب هذا او ذاك . هذا هو الدرس البليغ الذي ينبغي أن يستوعبه جميع السياسين من الآن حتى الانتخابات القادمة .ان ادستور المملكة وقوانينها اعطتت للحكومة وللمؤسسات المنتخبة التشريعية والجماعية والجهوية والمهنية إمكانيات وصلاحيات كثيرة للقيام بدورها في التنمية في جميع المجالات ومناحي الحياة ليكون المواطن المغربي هو المستفيد الأول والأخير منها
.خلاصة :
لقد غير اقتراع 8 شتنبر العديد من الحقائق وحطم الكثير من الأوهام وصعد بأحزاب سياسية واشخاص إلى القمة واعطاهم الناخبون التقة لتمتيلهم والدفاع عن حقهم في الشغل والسكن والصحة والثقافة والرياضة والبيئة إلى غيرها من الخدمات والحاجيات التي تجعلهم ينعمون بكل ما تقتضيه المواطنة من حقوق وواجبات وامام من فاز فرصة تاريخية لتحقيق امال وطموحات الشعب المغربي ونريد بعد نهاية هذه الولاية الانتخابية ان نقول بأن هذه الحكومة وهذه المجالس التي ستدبر الشأن العام الوطني والجهوي والمحلي قد وفت بوعودها وطبقت بنسبة كبيرة برنامجها الانتخابي ولم تبع للمغاربة الأوهام وأنها لم تأت من اجل خدمة أهداف أخرى غير ماينتظره المغاربة .