ورد مصطلح الظلمات الثلاث في القرآن الكريم، وفُسّر بعدّة أقوالٍ وردت عن أهل العلم والتفسير، إلّا أنّ التفسير الأقرب إلى الصواب هو أنّ الظلمات الثلاث هي التي تكون في البطن، دون أن يكون البطن أحدها، ويقصد بها: الغشاء الأمينوسي، والغشاء الكوريوني، والغشاء الساقط، أمّا الغشاء الأمينوسي فهو الغشاء الذي يحيط بالتجويف الأمينوسي الموجود فيه السائل الأمينوسي، وهو الذي يسبح فيه الجنين ويتغذّى منه، ويحميه من الصدمات، ويحقّق له الحرارة الثابتة، ويمنع التصاق الجنين بالغشاء الأمينوسي، أمّا الغشاء الكوريوني فهو الغشاء الذي تصدر عنه الزغابات والأهداب المنغرسة في مخاطية وجدار الرحم، والغشاء الساقط فهو مخاطية الرحم السطحية، وسمي بذلك لأنّه يسقط عند الولادة مع الجنين الإعجاز العلمي في القرآن أخبر القرآن الكريم في العديد من آياته عن عدّة حقائقٍ علميةٍ لم تكن معلومةً عند نزول القرآن على محمدٍ عليه الصلاة والسلام، فالإعجاز العلمي ممّا يبيّن صدق نبوّة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، حيث إنّه كان أميّاً لا يقرأ ولا يكتب، وبلغت عدد الآيات التي تحدّثت عن الحقائق العلمية سبعمئةٍ وخمسين آيةً، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإعجاز العلمي للقرآن الكريم مهمٌ في إقناع الكثير من الناس في الإسلام، فالعلم يعدّ من الوسائل التي تعمّق الإيمان واليقين بالله تعالى في النفوس. قدرة الله في خلق الإنسان يعود أصل خلق الإنسان إلى الماء، ثمّ إلى التراب، وباختلاط الماء مع التراب تتكوّن الطين، الذي يُضرب بعضه ببعض ليشكّل الحمأ المسنون، وإن جفّ يتكوّن الصلصال، والجنين في الرحم يمرّ بعدّة مراحلٍ، وهي: النطفة، ثمّ العلقة التي تتكوّن بعد أربعين يوماً من تكوّن النطفة، ثمّ المضغة التي تتكوّن أيضاً بعد أربعين يوماً من تكوّن العلقة.