بعد قضائه عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في قضية ارهابية سنة 2003 ومغادرته أسوار السجن سنة 2013 ظل الإسكافي، الأب لخمسة أبناء، يحمل أفكار منهجه العقائدي الذي ازداد تطرفا وتوغلا في المنهج الجهادي، حيث عمل من جهته على مباركة استهداف وكالة بنكية تابعة للقرض الفلاحي بمكناس، واقترح على سلفيين جهاديين التقاهما في مدينة فاس إشراك قريبين له في عمليات السطو على المؤسسات البنكية ووكالات تحويل الأموال، حيث بلغ إلى علمه نبأ إيقاف عناصر خلية قاموا بعملية السطو. ومن جهة ثانية انخرط المتهم، المزداد عام 1956 بالجزائر، إثر خروجه من السجن ضمن خلية إرهابية موالية لتنظيم "داعش" وعمل على استقطاب وتجنيد المتطوعين وإرسالهم للقتال بالساحة السورية - العراقية، وفق مجريات البحث التمهيدي. وهكذا بعد مغادرته أسوار السجن عاد الإسكافي "لشلة" الحاملين للفكر الجهادي، من بينهم أخ زوجته المتورط في هذا الملف، والذي أذكى حماس ابنه هو الآخر بقناعات الفكر الجهادي، مما جعل هذا الأخير يشد النَّفير إلى سوريا لتعزيز تنظيم "داعش" والعيش "في دولة الخلافة الرشدية" التي توفر رغد العيش، حيث وعد أباه بإرساله مبلغ 30 ألف درهم لتغطية مصاريف التحاق كامل أسرته به. وكان المتهم الرئيسي إثر قضائه 10 سنوات بالسجن قد طلب من صهره الاسكافي هو الآخر مده برقم هاتف ابنه ليتواصل معه بغية استقطاب المتطوعين وإرسالهم للجهاد. في هذا الإطار اعتقل عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا الظنين الرئيسي ضمن تسعة متهمين آخرين شكلوا خلية ارهابية في فاس، والذين يوجد منهم إسكافيان لهما سابقتين إرهابيتين، والذين توبعوا أمام غرفة الجنايات الابتدائية لمكافحة الارهاب بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا، حيث وزعت عليهم غرفة الدرجة الأولى 66 سنة سجنا نافذا. وهكذا تم الحكم على المتهم الرئيسي ب 12 سنة سجنا نافذ، وصهره ب 6 سنوات سجنا نافذا، بينما أدين جباص ب 10 سنوات سجنا، و8 سنوات سجنا في حق بائع متجول في الفواكه، و6 سنوات سجنا نافذا لكل واحد من مستخدم ومياوم، وكذا الاسكافي صهر الظنين الرئيسي، إضافة إلى 5 سنوات سجنا نافذا لكل واحد من عاطل، وبائع متجول. ونسب تمهيديا للمتابع الرئيسي في هذه النازلة أنه مع ظهور تنظيم "داعش" سنة 2014 بزعامة الملقب "أبو بكر البغدادي" ترسخت قناعته بهذا التنظيم الجهادي فتابع اخباره وعمليات التقتيل عبر شبكات الانترنيت، مما ولد لديه الرغبة في السفر إلى سوريا وتعزيز صفوفه، مضيفا أنه كان يشارك في الوقفات الاحتجاجية التي تنظمها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الاسلاميين بمدينة فاس، مما وطد علاقته مع مجموعة من الإخوة من ذوي القناعات الجهادية والذين كانوا يناقشون شرعية المنهج الجهادي ل "داعش". وتبعا لنفس المصدر دائما فإنه حرصا من المتهم على استقطاب المتطوعين للجهاد في سوريا عمل على عقد لقاءات بمدينة فاس مع مجموعة من معارفه الحاملين للفكر الجهادي تطرقوا فيها لأحوال الجهاديين في سوريا وظروف العيش الكريم في ظل "دولة الخلافة الرشيدة" وشرعية الجهاد، حيث تمكن من إقناعهم واستقطابهم للجهاد ضمن صفوف هذا التنظيم الإرهابي، من بينهم شخص قام بتزويج ابنته المسماة "سكينة" في انتظار التحاقهما بسوريا بمعية باقي أفراد أسرته، حسب المعطيات الرسمية.