أعلنت الإدارة الأمريكية تأييدها رفعاً عالمياً لبراءات اختراع اللقاحات المضادة لكورونا، موضحة أنها تشارك في المفاوضات حول شروط ذلك في "منظمة التجارة العالمية" بينما أعلن الاتحاد الأوروبي تأييده لمناقشة خطوة كهذه، كما أعلن الموقف نفسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دعا حكومته إلى النظر في هذا الشأن، بينما صمتت الصين عن تأييد أو معارضة الموقف الأمريكي. وقالت ممثلة التجارة الأمريكية، كاثرين تاي، في بيان أن حقوق الملكية الفكرية للشركات مهمة، إلا أن واشنطن "تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات كوفيد-19». وأضافت «هذه أزمة صحية عالمية، والظروف الاستثنائية لجائحة كوفيد-19 تستدعي اتخاذ تدابير استثنائية". من جهة ثانية أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، أمس الخميس أن الإتحاد الأوروبي "مستعد لمناقشة" الاقتراح الأمريكي برفع حماية الملكية الفكرية للقاحات كوفيد-19 من أجل تسريع الإنتاج والتوزيع. وأضافت "الاتحاد الأوروبي مستعد لمناقشة أي اقتراح من شأنه معالجة الأزمة بطريقة فعالة وعملية…نحن مستعدون لمناقشة كيف يمكن أن يحقق الاقتراح الأمريكي هذا الهدف" داعية جميع الدول المنتجة للقاحات إلى "السماح بتصديرها". من جهته، أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس ب"القرار التاريخي" للولايات المتحدة بتأييدها رفعاً مؤقتاً لبراءات اختراع اللقاحات المضادة لكورونا الذي سينهي وفق خبراء النقص في الإمدادات. وقال المسؤول الأممي في تغريدة "أحيي الولاياتالمتحدة على هذا القرار التاريخي لصالح الإنصاف في اللقاحات، معطية الأولوية لرفاهية الجميع في كل مكان في هذا الوقت الحرج. فلنتحرك الآن جميعا إلى الأمام بسرعة وتضامن للبناء على براعة والتزام العلماء الذين أنتجوا لقاحات كوفيد-19 التي تنقذ الأرواح". ردود فعل إيجابية من الاتحاد الأوروبي وروسيا وصمت من الصين ويحثّ غيبريسوس منذ أشهر على اتخاذ هذا الإجراء، وهو يعتبر أن نصوص «منظمة التجارة العالمية» تسمح بهذا الرفع المؤقت في حالة وقوع حدث خطير. وقد صرّح مراراً أنه "إذا لم نفعل ذلك الآن، فمتى؟ في وقت يواجه العالم أسوأ جائحة منذ قرن في حين أن اللقاحات موجودة. وقالت المسؤولة الأمريكية أن بلادها تشارك "بنشاط" في المفاوضات الجارية في "منظمة التجارة العالمية" حول رفع تلك البراءات. وجعلت المديرة العامة للمنظمة، نغوزي أوكونجو إيويالا، إتاحة اللقاحات أولوية لمؤسستها. وتطالب الهند وجنوب افريقيا بشكل خاص بالرفع المؤقت لبراءات الاختراع عن اللقاحات من أجل التمكن من تسريع الإنتاج، لكنّ بعض البلدان بما في ذلك فرنسا كانت تعارض الأمر، وتطالب بدلاً عن ذلك بتقديم هبات لصالح الدول الفقيرة، ولكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انضم أمس إلى الزعماء المؤيدين إلغاء براءات اختراع لقاحات كوفيد-19، وقال أن اللقاحات مصلحة عامة عالمية. كما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعمه لفكرة إلغاء براءات الاختراع للقاحات كوفيد وحض حكومته على النظر في إلغائها بالنسبة للقاحات الروسية. وقال في اجتماع متلفز "نسمع من أوروبا فكرة، تستحق في رأيي الالتفات إليها، وهي إلغاء براءات الاختراع عن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 برمتها" مضيفا أن "روسيا ستدعم بالتأكيد خطوة كهذه". من جانبها قالت الصين أمس أنها تؤيد وصول اللقاحات المضادة لوباء كوفيد-19 إلى جميع الدول بصورة أفضل، إلا أنها لم تشر إلى أي إجراء ملموس في ظل المناقشات بشأن التنازل عن حماية الملكية الفكرية للقاحات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ وينبين، رداً على أسئلة الصحافيين بشأن ما إذا كانت الصين ستدعم الاقتراح الأمريكي "تتحمل كل الدول مسؤولية محاربة الوباء، والجميع متساوون في الحصول على اللقاح". وأضاف "الصين تدعم المناقشات الإيجابية، وإطار عمل منظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية…نعتقد أنه يتعين على جميع الأطراف إجراء مناقشات بناءة وإيجابية في إطار عمل منظمة التجارة العالمية." وقال أيضاً "إننا نقوم بتوزيع اللقاح على الدول التي هي في أمَسّ الحاجة إليه… وسنواصل جعل اللقاح منفعة عامة وسنساهم في زيادة القدرة على تحمل تكاليفه وإمكانية الحصول عليه في الدول النامية." يشار إلى أن هناك أكثر من 100 دولة عضو في "منظمة التجارة العالمية" ترغب في تعليق حماية الملكية الفكرية للقاحات، لتمكين المزيد من الشركات من إنتاج اللقاح في المزيد من الدول. وأقرت كاثرين تاي بأن المفاوضات في "منظمة التجارة العالمية" ستستغرق وقتاً "نظراً للطبيعة التوافقية للمؤسسة وتعقيد القضايا المطروحة". وأكدت أن "الهدف (…) هو توفير أكبر عدد ممكن من اللقاحات الآمنة والفعالة لأكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت". وشددت على أن "الإدارة ستواصل تكثيف جهودها، بالتعاون مع القطاع الخاص وجميع الشركاء المحتملين، لتوسيع تصنيع اللقاحات وتوزيعها" وتعارض شركات الأدوية القوية بشكل عام تعليق براءات الاختراع الخاصة بها، بحجة أن ذلك سيحول دون إجراء أبحاث مكلفة. وكما هو متوقع اعتبر "الاتحاد الدولي للمصنعين والجمعيات الصيدلانية" أن قرار الولاياتالمتحدة "مخيّب للآمال". وأضاف في بيان «نتفق تماما مع الهدف المتمثل في مشاركة اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بشكل سريع وعادل في جميع أنحاء العالم. ولكن كما قلنا مرارا وتكرارا، فإن التعليق (لبراءات الاختراع) هو الحل السهل ولكن الخاطئ لمشكلة معقدة". في بورصة وول ستريت، تراجعت أسهم شركات تصنيع اللقاحات في نهاية جلسة الأربعاء إثر الإعلان الأمريكي. وتراجع سهم شركة "موديرنا" المُدرجة علىي مؤشر ناسداك بنسبة 6.19 في المئة إلى 162.84 دولار. أما سهم شركة "نوفافاكس" التي لا يزال لقاحها قيد الدراسة، فقد انخفض بنسبة 5 في المئة تقريباً.
وظلّ سهم شركة "فايزر" ثابتاً، بينما انخفض سهم شريكتها الألمانية "بايونتك" بنسبة 3.45 في المئة، وخسر سهم "جونسون آند جونسون" 0.42 في المئة من قيمته.