عند التقدم بالعمر تبدأ العديد من المشاكل المختلفة بالظهور، ومن بينها وأكثرها شيوعًا تجاعيد الوجه، وهي الخطوط والثنيات التي تتشكل في الجلد، وتكون ملحوظة بشكل خاص حول العينين والفم والعنق والجبهة. وعلى الرغم من أن التقدم بالعمر والعامل الوراثي سببان مهمان لظهور التجاعيد، إلا أن التعرض للشمس يُعد السبب الرئيسي في ظهور التجاعيد، وخاصة بالنسبة لأصحاب البشرة الفاتحة. * أسباب التجاعيد 1- التقدم بالعمر حيث تصبح البشرة أقل مرونة وأكثر ضعفًا، كما يؤدي انخفاض إنتاج الزيوت الطبيعية بتقدم العمر إلى جفاف البشرة وجعلها تبدو أكثر تجعدا، وقلة الدهون في الطبقات العميقة للبشرة، تؤدي إلى ارتخاء البشرة وترهلها وظهور خطوط وشقوق أكثر وضوحا. 2- التعرض إلى ضوء الأشعة فوق البنفسجية تمثل الأشعة فوق البنفسجية، التي تسرع عملية الشيخوخة الطبيعية، السبب الرئيسي في ظهور التجاعيد المبكرة، حيث يعمل التعرض للأشعة فوق البنفسجية على تحلل النسيج الضام - المكون من ألياف الكولاجين وألياف الإيلاستين- والتي تقع في الطبقة الأعمق من الجلد (الأدمة). وبدون النسيج الضام الداعم لبشرتك، تفقد البشرة قوتها ومرونتها، ونتيجة لذلك يبدأ الجلد في الترهل والتجعد قبل الأوان. 3- التدخين يمكن أن يسرع التدخين عملية الشيخوخة الطبيعية للبشرة، مما يساهم في ظهور التجاعيد، وقد يرجع ذلك إلى التغيرات التي تحدث في تدفق الدم للبشرة، والناتجة من تأثير التدخين على الأوعية الدموية. 4- تكرار تعبيرات الوجه تؤدي حركات وتعابير الوجه، مثل التحديق أو الابتسام، إلى ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد. ففي كل مرة تستخدم عضلة من عضلات الوجه، يتشكل أخدود تحت سطح الجلد، ومع شيخوخة الجلد، يفقد الجلد مرونته ولا يعود قادرا على الرجوع إلى شكله مرة أخرى، وتصبح الأخاديد عندئذ ملامح دائمة على وجهك. * طرق علاج التجاعيد أولا: الأدوية - أدوية الريتونيد الموضعية قد تعمل أدوية الريتونيد المشتقة من فيتامين أ -مثل التريتينوين (رينوفا، وريتين أ) والتازاروتين (أفاج، تازوراك)- التي تقوم بوضعها على البشرة، على تقليل التجاعيد والبقع وخشونة الجلد. ولأن أدوية الريتونيد يمكنها أن تجعل الجلد يحترق بسهولة، فيجب عليك استخدام كريم وقاية من الشمس واسع النطاق وارتداء ملابس واقية يوميًا، وقد تسبب أيضاً أدوية الريتونيد احمرارًا وجفافًا وحكة وحرقة أو إحساسا بالوخز. - كريمات التجاعيد التي تصرف دون وصفة طبية تعتمد فعالية الكريمات المضادة للتجاعيد جزئيًا على المواد الفعالة، وقد يؤدي الرتينول وحمض ألفا هيدروكسي ومضادات الأكسدة وبعض الببتيدات إلى تحسن خفيف إلى متوسط في التجاعيد. ومع ذلك، تحتوي كريمات التجاعيد التي تصرف دون وصفة طبية على مواد فعالة أقل من تلك التي تصرف بوصفة طبية، وبالتالي، تكون المضاعفات الجانبية، إن وجدت، محدودة وعادة ما تكون قصيرة الأجل. ثانيا: الإجراءات الجراحية وغيرها من التقنيات - العلاجات بالليزر والضوء والترددات الراديوية في تصحيح الجلد بالتقشير بالليزر (الجرح)، يُستخدم شعاع الليزر لتدمير الطبقة الخارجية من الجلد (البشرة) وتسخين الطبقة الداخلية (الأدمة)، مما يحفز نمو ألياف الكولاجين الجديدة، وبينما يشفى الجرح، تتكون طبقة جديدة من البشرة والتي تكون أنعم ومشدودة أكثر. ويمكن أن يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تلتئم البشرة تمامًا من عملية تصحيح الجلد بالتقشير بالليزر، وتشمل المخاطر الإصابة بجروح وتفتيح أو اسمرار لون البشرة. وهناك تطور كبير في تقنيات الليزر، مثل تصحيح الجلد بالليزر التجزيئي دون تقشير البشرة، وقد قللت هذه الطريقة من وقت الشفاء والمخاطر. ويُعد الليزر دون تقشير البشرة أكثر ملاءمة للأشخاص الذين يعانون من تجاعيد متوسطة، وذلك لأن النتائج تكون طفيفة، وعادة ما يحتاج العلاج بالليزر دون تقشير البشرة إلى تكراره بشكل أكثر مما يتطلبه العلاج بالتقشير. وهناك أيضًا جهاز يستخدم الترددات الراديوية بدلًا من الضوء للعلاج بدون تقشير والذي يجعل الجلد مشدوداً أكثر بنسبة خفيفة إلى متوسطة. - التقشير الكيميائي يقوم الطبيب بوضع حمض على المناطق المصابة، والذي يحرق الطبقة الخارجية من البشرة لإزالة بقع تقدم العمر والنمش والتجاعيد. واعتمادًا على عمق التقشير، قد تحتاج إلى عدة جلسات قبل أن ترى الفرق، ويستمر الاحمرار حتى عدة أسابيع. - سنفرة الجلد ينطوي هذا الإجراء على سنفرة (تسوية) الطبقة السطحية للجلد باستخدام فرشاة دوَّارة، والتي يتم فيها إزالة الطبقة السطحية للبشرة، وتنمو طبقة جديدة من الجلد مكانها. وعادة ما يستمر الاحمرار والتورم والقشور لبضعة أسابيع، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى يزول اللون الوردي وترى النتائج. - الكشط الدقيق للأدمة تشبه هذه التقنية سنفرة الجلد، فهي تقوم بإزالة طبقة رقيقة من الجلد، وعادة ما تتطلب سلسلة من العلاجات لتحقيق نتائج، ربما تصل إلى 16 دورة علاج. وقد تلاحظ احمرارًا خفيفًا أو إحساسًا بالوخز في المناطق المعالجة، والكشط الدقيق للأدمة يحقق نتائج بسيطة ومؤقتة. - البوتوكس عند حقنه بجرعات صغيرة في عضلات معينة، يمنع البوتوكس العضلات من الانقباض. وعندما لا تكون العضلات مشدودة، يظهر الجلد أكثر نعومة وأقل تجعدًا. وينجح البوتوكس في علاج خطوط التجهم بين الحاجبين وعلى الجبهة و في زوايا العين. وعادة ما تستمر النتائج لمدة حوالى ثلاثة إلى أربعة أشهر، ويلزم تكرار الحقن للحفاظ على النتائج المحققة. - حشو الأنسجة الرخوة يمكن حقن حشو الأنسجة الرخوة، والتي تحتوي على الدهون والكولاجين من حمض الهيالورونيك (رستلن، جوفيديرم، ومواد أخرى)، في التجاعيد العميقة على الوجه. وهذا يعمل على تنعيم التجاعيد وتقليل الأخاديد الموجودة في الوجه، وقد تشعر بتورم مؤقت واحمرار وكدمات في المنطقة المعالجة، وقد تحتاج لتكرار هذه العملية كل بضعة أشهر، لأن تأثير معظم الحشوات مؤقت. - شد الجلد تستخدم العديد من الأجهزة الحرارية لشد الجلد، ويحقق هذا العلاج بدون جراحة نتائج طفيفة إلى متوسطة، والتي عادة ما تتطور تدريجيًا خلال أربعة إلى ستة أشهر، ولا توجد فترة تماثل للشفاء تابعة لهذا الإجراء. - شد الوجه تتضمن عملية شد الوجه إزالة الجلد الزائد والدهون في منطقة أسفل الوجه والعنق وشد العضلات الداخلية والنسيج الضام، وعادة ما تستمر النتائج من خمس إلى عشر سنوات، وقد تطول فترة التعافي بعد عملية شد الوجه، كما تظهر الكدمات والتورم واضحة على الوجه لعدة أسابيع بعد الجراحة. * المكونات الشائعة في كريمات التجاعيد - رتينول Retinol رتينول هو أحد مركبات فيتامين أ، وهو أول مضادات الأكسدة التي يتم استخدامه على نطاق واسع في كريمات التجاعيد التي تصرف دون وصفة طبية. ويعتبر أحد مضادات الأكسدة، وهي مواد تعمل على تحييد الشوارد الحرة (وهي جزيئات أوكسجين غير مستقرة تعمل على تكسير خلايا الجلد وتتسبب في التجاعيد). - فيتامين ج (C) وهو مضاد آخر للأكسدة، وقد يساعد فيتامين ج على حماية البشرة من أضرار أشعة الشمس. قبل وبين الاستخدامات، يجب حفظ كريمات التجاعيد التي تحتوي على فيتامين ج بطريقة تحميها من الهواء وأشعة الشمس. - أحماض هيدروكسي إن أحماض ألفا هيدروكسي، وأحماض بيتا هيدروكسي، وأحماض بولي هيدروكسي، هي مقشرات للبشرة، وعبارة عن مواد تعمل على إزالة الطبقة العليا من الجلد القديم والميت وتنشيط نمو الجلد المصبوغ. - الإنزيم المساعد Q10 قد يساعد هذا المكون على تقليل التجاعيد حول العينين، وحماية البشرة من أضرار أشعة الشمس. - مستخلصات الشاي يحتوي الشاي الأخضر والأسود والصيني على مركبات مضادة للأكسدة، ولها خصائص مضادة للالتهابات، ومستخلصات الشاي الأخضر هي الأكثر استخداما في كريمات التجاعيد. - مستخلص بذور العنب بالإضافة إلى خصائص مضادات الأكسدة، ومضادات الالتهابات، يعزز مستخلص بذور العنب أيضا من التئام الجروح. - نياسيناميد ترتبط هذه المادة، وهي من مضادات الأكسدة القوية، بفيتامين ب 3 (نياسين)، الذي يساعد على تقليل فقدان الماء في الجلد، وقد يحسن مرونة الجلد. * أخيرا.. تذكري أن أغلب منتجات تقليل التجاعيد لا تخضع إلى نفس الاختبارات الصارمة للتأكد من السلامة والفاعلية، التي تخضع لها الأدوية الموضعية قبل الموافقة على تداولها في الأسواق، وفيما يتعلق بهذه الفئة من الكريمات والمستحضرات، فإن مصدر القلق الرئيسي لإدارة الغذاء والدواء الأميركية هو السلامة، وليس الفاعلية. ولأن منظمة الغذاء والدواء لا تقوم بتقييم منتجات التجميل للتأكد من فاعليتها، فلا يوجد أي ضمان بأن هذه المنتجات المتاحة دون وصفة طبية ستقلل التجاعيد. ولحماية بشرتكِ ومنع ظهور التجاعيد في المستقبل: - قللي الوقت الذي تقضيه تحت أشعة الشمس. - ارتدِ دائما ملابس واقية وقبعة واستخدمي واقيا من الشمس على البشرة المعرضة للشمس على مدار السنة، عندما تكون خارج المنزل، حتى في فصل الشتاء. - اختاري المنتجات المحتوية على كريم حماية من أشعة الشمس ضمن مكوناتها واستخدمي المرطبات وتجنبي التدخين والتدخين السلبي.