كتبت صحيفة "ويست-فرانس"، اليوم الخميس، أن المغرب نجح في حملته للتلقيح ضد فيروس "كوفيد-19" وأضحى ينال الإعجاب، حيث قامت بمقارنة التنفيذ المتسارع لحملة التلقيح في المملكة و"البطء" الذي يسود في فرنسا. وحسب الصحيفة، فإذا كانت حملة التلقيح الفرنسية قد عرفت تسارعا ملحوظا خلال الأسابيع الأخيرة، بمنح 1,2 مليون جرعة فقط خلال الأسبوع الأول من مارس، فإن ذلك لم يمكنها بعد من تدارك تأخرها من حيث نقاط أخرى، معتبرة أن فرنسا ينبغي عليها إلهام بلدان مثل المغرب. وأشارت وسيلة الإعلام الفرنسية التي حاولت من خلال تحليل بعنوان "التلقيح ضد كوفيد-19.. لماذا تأخرت فرنسا"، فهم مسببات هذا التأخير الذي يثير النقاش في البلاد، إلى أن فرنسا منحت حتى تاريخ 8 مارس، 8,8 جرعة ل 100 شخص، علما أن غالبية اللقاحات تتطلب جرعتين لكل شخص. فهذا الرقم يفوق المعدل العالمي (4,1)، لكنه يقل عن المعدل المسجل من طرف الجيران الإيطاليين (9,56)، الألمان (9,74)، والإسبان (10,37). ويظهر الفرق شاسعا بشكل أكبر عندما نقارن مع تقدم الدول المتقدمة من خارج الاتحاد الأوروبي مثل الولاياتالمتحدة (28,01)، والمملكة المتحدة (35,02). واعتبرت الصحيفة في موقعها الإلكتروني أنه ما بين التسليم المتأخر والمطبات اللوجستيكية، لم تعرف فرنسا كيف تدبر حملة التلقيح ضد الكوفيد الخاصة بها، مضيفة أنه على غرار الكثير من البلدان الغنية الأخرى، فإنها "نسيت الكيفية التي يتم بها تدبير حملات التلقيح". ونقلت الصحيفة عن أنطوان فلاهو، مدير معهد الصحة العامة بجامعة جنيف، قوله إن فرنسا ينبغي عليها ربما الاستلهام من بلد متعود على تنظيم مثل هذه الحملات مثل المغرب. وأكد أنه "وعلى الرغم من انطلاقة شاقة بسبب نقص الجرعات، سرع المغرب من الوتيرة بشكل نوعي في شهر فبراير بفضل التنظيم السلس. وفي 9 مارس، كان قد منح 12,83 جرعة لكل 100 نسمة، أي أكثر من فرنسا بأربع نقاط. وقد تمكن المغرب من الاعتماد، خصوصا، على تجربته، علما أنه أشرف في 2013 على حملة واسعة للتلقيح ضد داء الحصبة". وحسب "ويست-فرانس"، ف "لا شيء مفقود بالنسبة لفرنسا في سباقها ضد عقارب الساعة من أجل مواجهة الفيروس"، حيث أنها "أضحت تعتمد على تعبئة اختصاصيي الطب العام والصيدليات"، موضحة أنه ما بين 5 و7 مارس، جرى منح ما لا يقل عن 550 ألف جرعة، ويتمثل هدف الحكومة في تلقيح 10 ملايين شخص حتى منتصف مارس الجاري، و20 مليونا إلى غاية منتصف أبريل، و30 مليونا في أفق الصيف المقبل"، ما يعني ثلثي السكان البالغين. وكان رئيس الوزراء، جان كاستيكس، قد وعد بأن الحكومة ستعمل على "الدفع قدما" بحملة التلقيح ضد "كوفيد-19"، سعيا إلى تجنب إعادة فرض الحجر الصحي في البلاد. ومن المرتقب أن تشهد حملة التطعيم دفعة قوية ابتداء من منتصف مارس الجاري، مع إمكانية تلقي التلقيح في الصيدليات.