جرى اليوم الأربعاء بالرباط تدشين المركز التفاعلي للتربية الطرقية ابن سينا، كفضاء تربوي يحاكي مختلف الوضعيات المرورية تناسب سن ومستوى إدراك الطفل، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للسلامة الطرقية الذي يصادف 18 فبراير من كل سنة. ويأتي إنجاز هذا الفضاء، الذي دشنه كل من وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، سعيد أمزازي، ووزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، عبد القادر اعمارة، ومدير الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، بناصر بولعجول، في إطار تنزيل الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية 2017-2026 وخاصة المحور المتعلق بالأطفال أقل من 14 سنة، وكذا تفعيل برنامج جيل السلامة. ويهدف هذا الفضاء التربوي، الذي أنجزته الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، بشراكة مع عمالة الرباط والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والمديرية الإقليمية للشباب والرياضة، إلى التعرف على مكونات الفضاء الطرقي واستئناس الأطفال بقواعد السير والمرور، وتلقين الأطفال كيفية التعامل مع الوضعيات المرورية، فضلا عن تحسيس الأطفال حول مخاطر حوادث السير ومخلفاتها. وتعد هذه الحلبة، التي تستهدف الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 و14 سنة، مركزا للتعلم واكتساب المهارات تقدم فيه دروس نظرية وتطبيقية باعتماد وسائل ترفيهية وبيداغوجية حديثة. وبهذه المناسبة، أكد السيد اعمارة أن موضوع السلامة الطرقية لايزال مطروحا بحدة، رغم تسجيل تحسن ظرفي في المؤشرات يرتبط أساسا بجائحة "كوفيد 19"، مشددا أن السلوك البشري يعتبر مشكلا أساسيا في السلامة الطرقية خاصة على مستوى السرعة وعدم الانتباه. وأبرز أن مجال السلامة الطرقية حقق تطورا مهما بالمملكة بفضل تظافر جهود كافة المتدخلين، مؤكدا، في السياق ذاته، على أهمية التعاون مع وزارة التربية الوطنية في هذا المجال، مضيفا أن الوزارة تتوخى من خلال هذه الشراكة التركيز على الأجيال المقبلة عبر تربية الناشئة على احترام السلامة الطرقية سواء كانوا راجلين أو راكبين عبر عقد شراكات مع مختلف المؤسسات التربوية. من جهته، أبرز السيد أمزازي أن هذه الحلبة التفاعلية للسلامة الطرقية، ستساهم لا محالة في تنمية قدرات الأطفال وإكسابهم المهارات الحسية الحركية في مجال التعامل مع الفضاء الطرقي، حيث سيستفيدون من دروس تطبيقية تمكنهم من تمثل وضعيات مرورية تجعلهم يتعاملون إيجابا مع وسائل النقل وإشارات المرور بشكل سليم، وبالتالي احترام قانون السير إعمالا للحق في الحياة. واعتبر أن التعاون بين قطاع التربية الوطنية ومختلف الشركاء الفاعلين في مجال السلامة الطرقية في إطار المقاربة التشاركية سيمكن من إعطاء دفعة قوية لترسيخ ثقافة السلامة الطرقية بالوسط المدرسي، وذلك من حيث ترسيخ المعارف المكتسبة من المناهج الدراسية وتعزيزها عبر الأنشطة الموازية من خلال إحداث وتفعيل الأندية التربوية للسلامة الطرقية كفضاءات للتوعية والتحسيس وتوفير الدعائم البيداغوجية اللازمة لتلقين التلميذات والتلاميذ مبادئ التعامل السليم مع الفضاء الطرقي ترسيخا لثقافة الحقوق والواجبات وبناء المجتمع الآمن. وتابع أن توقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة بين الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين سيمكن من وضع إطار قانوني وتنظيمي للتعاون بين الطرفين، وجعل التربية الطرقية نشاطا مهيكلا في الوسط المدرسي ترسيخا لثقافة التعاون والمواطنة والديمقراطية التشاركية، مفيدا بأن جهة الرباطسلاالقنيطرة كانت من أولى الجهات المستفيدة من هذه التجربة النموذجية على إثر توقيع اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية للوقاية من حوادث السير في فبراير 2020. بدوره، سجل السيد بولعجول أن المركز التفاعلي يندرج في إطار تعزيز حضور التربية الطرقية في الوسط المدرسي، من خلال تقديم دروس نظرية وتطبيقية حول العبور السليم للطريق بالنسبة للأطفال وتلقينهم المبادئ الأساسية لكيفية التعامل مع الفضاء الطرقي بشكل عام، مؤكدا على أهمية هذا المشروع باعتباره استثمارا في الناشئة وكفيلا بإفراز جيل متشبع بثقافة السلامة الطرقية والتعايش واحترام القانون والآخر. وأضاف أن الوكالة تطمح إلى تعميم مثل هذه المشاريع على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن هناك ثماني مشاريع يتم إنجازها على المستوى الوطني في إطار شراكة مع الجماعات الترابية والولايات والعمالات في أفق تحقيق مركز تفاعلي في كل جهة بالمملكة. وبهذه المناسبة، تم أيضا إطلاق عدد من أنشطة التربية الطرقية منها إعطاء الانطلاقة الرسمية لعملية منح الشهادة المدرسية للسلامة الطرقية لفائدة تلاميذ السلك الإعدادي الذي أنجز بتعاون بين وزارة التربية الوطنية والوكالة الوطنية للسلامة الطرقية. ويرتكز هذا المشروع، الذي يعد تطبيقا رقميا موجه للمتعلمين والمتعلمات بالتعليم الثانوي الإعدادي، على شق نظري سيتمكن خلاله التلاميذ من تعزيز معارفهم في مجال التربية على السلامة الطرقية والتي اكتسبوها سواء عبر المقررات الدراسية أو أنشطة الحياة المدرسية، وشق تطبيقي يحتوي على اختبارات " كويز " لتقييم مدى استيعابيهم لهذه المعارف، وذلك عبر وضعهم أمام وضعيات كراجلين وكراكبين وكسائقي عربات، حيث سيحصل التلميذ الذي تفوق في الإجابة على هذه الاختبارات على شهادة مدرسية للسلامة الطرقية. كما تضمنت أنشطة التربية الطرقية التوقيع على اتفاقية شراكة حول تفعيل أندية التربية على السلامة الطرقية بين تمثيليات الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية على المستوى الجهوي والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وذلك بهدف دعم وتجهيز أندية التربية على السلامة الطرقية بالمؤسسات التعليمية والمساهمة في تطوير قدرات الأطر التربوية عبر التكوين والتأطير.