أكد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة على أن القضاء النهائي على دور الصفيح يقتضي الصرامة والإرادة السياسية القوية، مشيرا إلى أن الحكومة عازمة على النجاح في ورش السكن. وقال عبد الإله بنكيران الذي كان يتحدث، أمس الأربعاء، خلال ندوة نظمتها مؤسسة العمران بمناسبة مرور خمس سنوات على تأسيسها، «إن الوضعية في المغرب، ليست سيئة»، مشيرا إلى أن الحصيلة في مجال السكن، إيجابية، وأن المغرب اكتسب خبرة مهمة منذ الاستقلال إلى اليوم، وأن مؤسسة العمران لعبت دورا في هذا التراكم الإيجابي، وعلمت على توفير السكن للفئات ذات الدخل المحدود والفئات المتوسطة بأثمنة مناسبة (250 ألف درهم و 140 ألف درهم). وأوضح رئيس الحكومة أن الإشكال الذي يتعين مجابهته بكل صرامة وحزم، هو أنه بالقدر الذي استطاع فيه المغرب أن يحقق أشياء إيجابية في مجال السكن وفي مجال القضاء على دور الصفيح، إلا أنه لم يستطع القضاء على الظاهرة بشكل نهائي، وهو ما يستوجب، حسب عبد الإله بنكيران، «اتخاذ قرارات شجاعة، يتعين على المسؤولين ترجمتها بإرادة قوية خدمة للصالح العام واستجابة لتطلعات المواطنين والمواطنات، وبكل نزاهة، ودون أي اعتبار سياسي ضيق»، مؤكدا على أن محاربة الفساد هي مسؤولية جماعية وليست فقط مسؤولية رئيس الحكومة أو الحكومة لوحدها، مشيرا إلى أن عصر التعليمات قد انتهى وأصبح الآن عصر تطبيق القانون الذي سيمكن المغرب من تبوء المكانة التي يستحقها. من جانبه، أكد محمد نبيل بنعبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، على أن المغرب راكم الكثير في مجال السكنى من خلال التدخل العمومي بكل مكوناته وفي إطار الشراكة مع القطاع الخاص، مبرزا في ذات السياق، أن هناك العديد من العراقيل والسلبيات وكذا الإخفاقات التي يتعين الوقوف عليها. وذكر بنعبد الله، أن القضاء النهائي على دور الصفيح، يقتضي مقاربة جديدة تروم للتوصل إلى الطريقة المثلى للقضاء على الظاهرة بشكل نهائي، مشيرا إلى أنه على الرغم من الصعوبات التي يقر بها الجميع فإن الحكومة تمكنت خلال السنة الأولى من عمرها من معالجة أوضاع 200 ألف أسرة. وأوضح وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، أن الحكومة سطرت مجموعة من البرامج في مجال السكن، التي تستهدف فئات اجتماعية تعيش في ظروف غير لائقة، وذلك في إطار سياسة المدينة التي تتوخى الرفع من المستوى الاجتماعي لساكنة المدن والحواضر. وأعلن بنعبد الله، أن الوزارة بصدد الانتهاء من بلورة برنامج استعجالي لبعث الروح في المدن الجديدة خاصة مدينتي تامسنا وتامنصورت. من جهته، اعتبر بدر الدين الكانوني الرئيس المدير العام لمجموعة العمران، التي تحتفي بذكراها الخامسة، أن المجموعة هي ثمرة إصلاحات مؤسساتية انطلقت منذ سنة 2004 والتي أفضت سنة 2007 إلى إحداث المجموعة في شكلها الحالي كشركة قابضة و14 شركة فرعية بعد تجميع المؤسسة العمومية الوطنية والجهوية. وأضاف بدر الدين الكانوني أن مجموعة العمران كمؤسسة عمومية استراتيجية تضطلع بدور محوري في مجال السكن الاجتماعي بالإضافة إلى إطلاق أولى مشاريع السكن الموجه للفئات المتوسطة وإنجاز عمليات تهيئة العقار العمومي ووضعه رهن إشارة القطاع الخاص لتمكينه من المساهمة في البرنامج الوطني. ووقف الرئيس المدير العام للعمران على أهم المنجزات التي حققتها المجموعة في ظرف خمس سنوات، وأفاد أن حوالي 4 ملايين مغربي استفادوا من مختلف المشاريع السكنية التي تشرف عليها المجموعة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة استثمرت ما يزيد عن 36 مليار درهم خلال الخمس سنوات الماضية، والتي مكنتها من إنجاز 540 ألف وحدة سكنية، وتجهيز 200 ألف بقعة، وتعبئة آلاف المتدخلين من مكاتب دراسات ومهندسين معماريين ومقاولين. وأوضح أن المجموعة تمكنت من تعزيز قدراتها، وأصبحت بالفعل الدرع القوي للدولة في هذا المجال، وأداة أساسية لإنجاز البرامج الاستراتيجية للحكومة، خاصة في مجال محاربة السكن غير اللائق والقضاء على دور الصفيح وإعادة هيكلة الأحياء الهشة والتأهيل الحضري بالإضافة إلى البرامج الخاصة بالأقاليم الجنوبية وبرنامج السكن الاجتماعي منخفض التكلفة (140 ألف درهم) والسكن الاقتصادي للفئات المتوسطة (250 ألف درهم) وبرامج السكن بالوسط القروي وبرنامج المدن الجديدة.