يقوم وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم هذه الأيام بجولة مكوكية بالقارة الإفريقية، وهي الجولة التي في ظرفية صعبة للغاية تمر منها الديبلوماسية الجزائرية، بعد توالي الانتصارات المغربية على جميع الأصعدة، وهو ما أقبر كل مخططات جنرالات الجارة الشرقية. إلا أن عددا من المحللين أكدوا أن الهدف الرئيسي من الزيارات التي يقوم بها بوقادوم لعدد من الدول الإفريقية، ليس هو رص الصفوف ومحاولة الخروج من الركن الذي حصرتهم الديبلوماسية المغربية فيه، بل السبب هو كون النظام الجزائري تأكد بشكل قاطع أن الهدف القادم للمغرب ليس سوى طرد البوليساريو من منظمة الاتحاد الإفريقي، وبالتالي بات همه الأوحد هو فعل المستحيل لقطع الطريق أمام تحركات الرباط الثابتة. فالمعطيات المتوفرة تشير إلى أن المغرب عازم خلال الأسابيع القادمة على حشد حلفائه لإبعاد جبهة البوليساريو من أروقة الاتحاد، حيث يحتاج إلى 37 حليفا مؤيدا لمقترحه ليحقق هذا الهدف، وهو ما أثار رعب الجزائريين، لكون ذلك سيشكل ضربة قاضية لكل مخططاتهم، خاصة وأن الديبلوماسية المغربية باتت قريبة من ذلك بالفعل، لكونها تتوفر مبدئيا على تأييد أزيد من 20 دولة افتتحت قنصليتها بالجنوب المغربي، وهو رقم مرشح للارتفاع بعد الاعتراف الأمريكي التاريخي والصريح بسيادة المملكة على صحرائها.