منذ تسلّمه السلطة بعد انتخابات عام 2016، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يغرّد عبر "تويتر"، وجعله إلى جانب موقع "فيسبوك" طريق تواصله مع العالم. علاقة ترامب مع مواقع التواصل الاجتماعي، لطالما كان يشوبها الكثير من المناوشات، لكن منذ خسارته الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن، والتوتر زاد بينه وبين المنابر الإعلامية المفضلة لديه. فقد سبق وأن وضعت شركتا "تويتر" و"فيسبوك" علامة "مضلل" على بعض منشورات ترامب بسبب معلومات مضللة وادعاءاته المبكرة بالفوز في الانتخابات. لكن بعد أعمال الشغب في واشنطن واقتحام مبنى الكونغرس أمس (الأربعاء 6/1/2021)، اتخذت الشركتان خطوة غير مسبوقة وحظرتا حسابات ترامب بشكل مؤقت، وذلك بسبب انتهاكه قواعد الاستخدامم المعمول بها. فقد قرر موقع "تويتر" تجميد حساب ترامب لمدة 12ساعة وهدد ب"تعليق دائم" له، إذا واصل انتهاك قواعد الاستخدام وبعد المطالبة بإزالة ثلاث من تغريداته بدعوى "خطر العنف" بعد اقتحام حشود من مؤيدي ترامب الغاضبين لمبنى "الكابيتول". من جانبها قررت شركة "فيسبوك" في وقت لاحق تجميد حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدة 24 ساعة، وذلك بعد مدة قصيرة من نشره مقطع فيديو يطالبه فيه المتظاهرين في بواشنطن بالعودة لمنازلهم، وكرر ادعاءاته التي لا أساس لها بتزوير الانتخابات. "خطوة متأخرة" وفي حين رحَّب بعض المراقبين ب "التدخل" غير المسبوق، الذي قامت به منصتا التواصل الإجتماعي ضد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، رأى خبراء أن هاتين الشركتين "مارستا العبث مع ترامب وأنصاره لسنوات". وقال هؤلاء الخبراء إن تويتر وفيسبوك جعلتا بإمكان ترامب وأنصاره طوال السنوات الماضية "أن ينشروا معلومات مضللة خطيرة بين الناس وأن يحرضوا على العنف". ومن جانبها ترى جينيفر غريغيل، باحثة التواصل وخبيرة وسائل التواصل الاجتماعي من جامعة سيراكيوز، أن الأحداث في مبنى الكابيتول هي "نتيجة مباشرة لاستخدام ترامب منصات الإنترنت لنشر الدعاية والمعلومات المضللة"・. وقالت غريغيل إن "شركات التكنولوجيا هذه يجب أن تتحمل بعض المسؤولية عن تقاعسها عن العمل وأن قرار فيسبوك بإزالة فيديو ترامب غير كافٍ ومتأخر للغاية وأن وسائل التواصل الاجتماعي تشارك في ما حدث، لأن ترامب استخدمها مراراً للتحريض على العنف".