أثارت التحركات الديبلوماسية المكثفة الأخيرة للمغرب مخاوف الجارة الإسبانية، خاصة بعد الاتفاق رسميا على تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل، وإعلان ترامب عن اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما رأت فيه إسبانيا تهديدا مباشرا لأمنها القومي، وتغيرا واضحا في موازين القوى إقليميا لصالح المغرب. فإسبانيا تعلم جيدا أن اللوبي اليهودي يمثل قوة الضغط الأولى في العالم، وبالتالي فإن أي تقارب بين المغرب وإسرائيل قد يزيد من قوة المغرب وتأثيره في المنطقة، خاصة وأن عددا كبيرا من كبار المسؤولين الإسرائيلين ينحدرون من أصول مغربية، وكذا تواجد ما يقارب المليون يهودي مغربي بالمدن الإسرائيلية. هذه المعطيات، إذا أضفنا إليها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والذي سيزيح عن المغرب نقطة ضعفه الوحيدة، التي كانت تستعملها عدد من الدول، وخاصة الأوروبية منها، لابتزاز الرباط، ستمكن المملكة من الانتقال من وضعية الدفاع إلى المبادرة بالهجوم، والتحرك بشكل مريح على الصعيد العالمي، إذ من المرجح جدا أن يوجه أنظاره صوب استعادة مدينتي سبتة ومليلية السليبتين، بدعم من شريكته الجديدة إسرائيل. هذا وازدادت مخاوف الإسبان بعد تصريح العثماني الواضح، الذي أكد فيه تشبث المغرب بتحرير الثغرين المحتلتين، وكذا بسبب معاملة الند بالند التي بدأت الرباط تنهجها مؤخرا في جميع تعاملاتها مع مدريد، مما يعطي الانطباع بأن المغرب بات يتوفر على أوراق رابحة كثيرة في يده.