تعززت البنية التحتية لقطاع الصحة على مستوى إقليم النواصر، اليوم الثلاثاء، بإحداث مركز جديد لتصفية الدم،بلغت كلفة إنجازه ما قيمته 25ر4 مليون درهم. ويروم هذا المركز، الذي أشرف على تدشينه عامل الإقليم السيد عبد الله شاطر اليوم بدوار السحابات (جماعة النواصر)، احتفاء بذكرى عيد الاستقلال المجيد، مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وذلك ضمن برامج المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023). وجاء إنجاز هذا المشروع الصحي، المنجز على مساحة إجمالية تصل إلى 185 متر مربع، في إطار شراكة بين كل من جماعة النواصر التي ساهمت بما يزيد عن مليونين و750 ألف درهم، و"مؤسسة أمل لمساعدة مرضى القصور الكلوي والأعمال الاجتماعية" بمساهمة بلغت مليون و500 ألف درهم. فيما سيتكفل صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمصاريف خدمات تصفية الدم التي تستهدف المرضى المصابين بالقصور الكلوي المنحدرين، على الخصوص، من إقليم النواصر والضواحي. ويتكون هذا المركز، الذي أطلق عليه اسم "مركز تصفية الدم أمل النواصر لمساعدة مرضى القصور الكلوي"، من طابقين (سفلي وأول) يحتويان على قاعة للاستقبال والاستراحة وقاعات أخرى للعلاجات وتصفية الدم ومعالجة المياه وعقد الاجتماعات ومستودع للأدوية وقاعة متعددة التخصصات، فضلا عن مكتبين مخصصين لكل من الطبيب المشرف ورئيس المؤسسة إلى جانب المرافق الصحية. وفي هذا الصدد، أوضح رئيس "مؤسسة أمل لمساعدة مرضى القصور الكلوي والأعمال الاجتماعية" السيد مصطفى فوزي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المركز يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة بالوسط القروي، على عكس باقي المراكز المتمركزة أساسا بالوسط الحضري، وهي مبادرة للحد من تنقل المرضى، وعبر مسافات طويلة، لتلقي العلاج، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وأضاف أن مركز أمل النواصر، الذي يأتي ضمن قائمة تضم 19 مركزا مماثلا تشرف المؤسسة على تسييرها بمختلف ربوع المملكة، يتطلع إلى استقطاب نحو 60 مصابا بالقصور الكلوي للاستفادة من حصص تصفية الدم، بمعدلات استعمال متباينة، ومتفاوتة حسب الحاجة وحسب الإمكانيات المتاحة المحددة حاليا في 9 آلات لتصفية الدم قابلة للارتفاع. ودعا، بالمناسبة، كافة الجهات المعنية والمهتمة من الشركاء من أجل مساندة هذه المؤسسة ذات المنفعة العامة حتى تتمكن من أداء مهامها على الوجه الأكمل، مشيرا إلى أن خدماتها تغطي حتى الآن حاجيات ما يربو عن ألف و150 شخصا من المصابين بالقصور الكلوي عبر تراب المملكة، بإشراف وتدبير من قبل ما يزيد عن 150 عاملا. وتتوفر المؤسسة إلى حدود اليوم على تسعة مراكز بالدار البيضاء، واثنين بمراكش، ومركز واحد بكل من الرباط وايمنتانوت وتاغزيرت وبجعد وفاس وتانانت، إلى جانب ثلاثة مراكز بالمؤسسات السجنية بالدار البيضاء والناظور وبني ملال، في أفق أن تتعزز مستقبلا بفتح ثلاثة مراكز جديدة بكل من تيزنيت وبويزكارن والقنيطرة. ومن جانبه، أبرز الدكتور محمد رشيد رجائي، رئيس القطب الطبي بالمؤسسة، أن هذه الالتفاتة الإنسانية النبيلة، المندرجة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تتوخى تقريب الخدمات الصحية من المواطنين، والتخفيف من عبئ وعناء تنقل المرضى إلى مراكز بعيدة عن مجال سكناهم. وأضاف أن الطاقة الاستيعابية لهذا المركز، المحددة حتى الآن في نحو 60 مستفيدا، تبقى رهينة بمتطلبات الخريطة الصحية، مسجلا أن هذه الوحدة تبقى كافية لاحتواء مرضى ساكنة إقليم النواصر والضواحي، مما سيساعد من جانب آخر على تخفيف الضغط عن باقي المراكز.