توصلت دراسة جديدة إلى أن الطفرة ذاتها التي سمحت ل SARS-CoV-2 بالانتشار حتى الآن على نطاق واسع بين البشر قد تكون أيضا كعب أخيل لاستهداف اللقاحات المستقبلية. ويُطلق على واحدة من أحدث سلالات فيروس كورونا، والأكثر شيوعا حاليا في العالم، اسم D614G.
ومن خلال الاختبارات التي أجريت على الهامستر، اكتشف الباحثون في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل وجامعة ويسكونسن-ماديسون، أن هذه السلالة المعينة تتكاثر بشكل أسرع وتنتشر بسهولة أكبر من النوع الأصلي الذي ظهر في الصين في بداية الوباء.
وتتفوق D614G على سلالة أسلافها الصينية بنحو 10 أضعاف، بفضل قدرة تسلل البروتين الشائك المعزز، ما يسمح للفيروس بالوصول السهل إلى الخلايا البشرية.
وكشفت دراسة حديثة نُشرت في 12 نوفمبر، أن المرض الناجم عن D614G ينتشر بشكل أسرع ولكن لم ينتج عنه حالات أكثر خطورة، بينما يكون أيضا أكثر حساسية للأدوية بما في ذلك علاجات الأجسام المضادة.
وأجرى يوشيهيرو كاواوكا، عالم الفيروسات في جامعة ويسكونسن ماديسون، سلسلة من التجارب باستخدام المتغيرات الأصلية والمتغيرة من فيروس كورونا على الهامستر، لدراسة شدة الأعراض الناتجة بعد الإصابة وعدوى السلالات الفردية.
وجرى تلقيح مجموعتين من الهامستر بكل سلالة من الفيروس، ثم وُضعت الحيوانات غير المصابة في أقفاص مجاورة، مع إمداد هواء مشترك.
وانتشر الفيروس المتحوّر إلى 6 من أصل 8 جرذان أدخلت حديثا في غضون يومين، في حين أن سلالة الفيروس الأصلية لم تنتقل إلى أي هامستر بحلول اليوم الثاني، ولكنها انتشرت إلى المجموعة بأكملها بحلول اليوم الرابع، ما يبرز وتيرة العدوى المختلفة.
والآن، ومع ذلك، يشك الباحثون في أن هذه العدوى المتزايدة قد تكون في الواقع سيفا ذا حدين.
وتفتح طفرة D614G منفذ وصول صغير على طرف أحد طفرات الفيروس، ما يزيد من معدل الإصابة ولكنه يترك جوهر الفيروس مكشوفا - اختيارات سهلة للأجسام المضادة، مثل تلك الموجودة في الجيل الحالي من اللقاحات.
ويقول رالف باريك، أستاذ علم الأوبئة في UNC-Chapel Hill Gillings للصحة العامة العالمية، الذي شارك سابقا في تطوير عقار remdesivir المضاد للفيروسات، إن عدم القدرة على التنبؤ بطفرات فيروس كورونا يتطلب دراسة مستمرة.
وحذر من أنه، لا سيما في ضوء مجموعة SARS-CoV-2 العنقودية 5، المكتشفة حديثا لدى المنك في الدنمارك، فإن الدراسات في الآليات الدقيقة لكل طفرة ضرورية لتحقيق أقصى قدر من الصحة العامة.