صارت الوضعية الوبائية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة مقلقة، حسب عدد من المسؤولين والأخصائيين، حيث أكد البروفيسور مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أنه كان من المتوقع أن ترتفع حالات الإصابة ب"كوفيد 19" في هذه الفترة من السنة والفترة التي تليها، مضيفا أن الفيروس يكون أكثر نشاطا من جهة، وحركية المواطنين تكون أكبر، مشيرا إلى الدار البيضاء كنموذج. فيما أوضح البروفيسور الحسن بارو، المسؤول الأول عن مصلحة الإنعاش والتخدير بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء في تصريحه لصحيفة "الأحداث المغربية"، أن سبب ارتفاع الحالات الصعبة هو سلوك المواطنين في مواجهة فيروس "كورونا"، الذي يتسم باللامبالاة في الآونة الأخيرة. في حين اعتبر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا بكلية الطب والصيدلة بالرباط، أن فيروس "كورونا" صامت في غالبية الأحيان ولا تظهر أي أعراض عند أكثر من 85 بالمائة من المصابين، لذلك فإن عددا من الحالات المنعزلة والمعزولة في تزايد، وتصل متأخرة إلى المستشفيات وفي حالات حرجة وتواجه خيار الموت. وأضاف أن ارتفاع عدد الإصابات بجهة الدار البيضاء راجع إلى الحركية التي تعرفها المدينة، على وجه الخصوص، وكذلك الكثافة السكانية، مؤكدا أنه بدون حجر صحي شامل لا يمكن أن تنخفض الأرقام بالدار البيضاء. وقالت نجية بلكحل، مسؤولة بالمديرية الجهوية للصحة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، إن الوضع الوبائي بالدار البيضاء تجاوز مرحلة الوقاية إلى مستوى لا يمكن التنبؤ فيه بالعدد الإجمالي للمصابين بالفيروس في المدينة، الأمر الذي يحتم على السلطات الصحية الكشف المبكر عن "كورونا"، إلى جانب العلاج السريع، معبرة عن تخوفها مما قد تؤول إليه الأوضاع في الفترة المقبلة في حال استمرار ظاهرة التراخي.