كثيرة هي النقاشات في الشهور الاخيرة ان لم نقل في السنوات الاخيرة عن تقاعد او معاشات البرلمانين وان كانت الغلبة لمعارضي هذه المعاشات الى درجة ان البعض اعتبرها ريعا سياسيا و بالرجوع الى السياق الذي اعتمدت فيه هذه المعاشات نجد ان نسبة مهمة من النواب كانت من الموظفين و بالتالي ينتقلون الى مستوى اجتماعي و مستوى عيش اعلى و بالتالي بعد انتهاء الولاية التشريعية يجدون انفسهم في مستوى عيش ادنى فكان اقتراح هذه المعاشات للحفاظ على مستوى عيش للنواب السابقين و بالتالي ضمان هيبة ومكانة الهيئة التشريعية , وللاشارة يتمتع البرلمانيون بمجموعة من التعويضات او الامتيازات في مجال النقل و الاقامة و الهاتف و التعويضات عن الاسفار الخارجية و عن الانتماء للجان البرلمانية او رئاسة البرلمان او نيابتها و هذه التعويضات لا تقتصر على المغرب وانما نجدها في جميع البرلمانات حول العالم . و بالعودة الى المعاشات نجد انه في وقتنا الراهن تغيرت الاوضاع بحيث اصبحت نسبة كبيرة جدا من النواب تنتمي الى فئة رجال الاعمال و بالتالي فهم في غنا عن المعاشات او يتوفرون عليها لانهم مسجلين مدراء لمقاولاتهم , كما ان سلم الاجور عرف نموا و ارتفاعا مهما في السنوات الاخيرة نتيجة الزيادة في الاجور و تخفيض الضريبة على الدخل و تحسن التعويضات العائلية الى جانب تحسن و ارتفاع قيمة المعاشات ومن هنا يمكن القول ان الغاء او تصفية معاشات البرلمانيين امر منطقي ولن يحدث ضررا او اثارا سلبية على البرلمانيين خاصة وان اغلبهم يترشحون من جديد , من جانب اخر الغاء هذه المعاشات لن يقضي على البطالة و لن يسد عجز الميزانية او عجز الميزان التجاري كما يعتقد البعض . من جهة اخرى هناك عدة امكانيات و صيغ للحصول على المعاشات او التقاعد فيمكن للشخص التسجيل في صندوق الضمان الاجتماعي و ان يؤدي الاشتراكات الشهرية عن نفسه حسب دخله , كما ان الابناك تعرض عدة صيغ للحصول على معاشات التقاعد مقابل اقتطاعات شهرية كما يتوفر النواب على امكانية التشريع و بالتالي تشريع قانون ينظم انخراط النواب في صناديق التقاعد مقابل اشتراكات شهرية اسوة بباقي المنخرطين فيها من اجراء و تبعا لذلك تصبح معاشاتهم شرعية و مستحقة و تضعف موقف المتنقدين .