أوردت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في عددها اليوم الخميس أن تقريرا أميركيا كشف أن النظام السوري قام بحشو قنابله الجوية بغاز السارين القاتل بعد مزج مواد كيميائية رئيسية لذلك الغرض، بانتظار أوامر باستخدامها ضد المعارضين، وهو ما كانت دمشق قد نفته من قبل. وجاء في خبر الصحيفة أن قناة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأميركية نقلت عن مسؤول أميركي، لم تذكر اسمه، القول إن ثمة دليلا على أن القنابل المحشوة بتلك المواد الكيميائية ربما يتم إلقاؤها على الشعب السوري من مقاتلات حربية حال إصدار الرئيس بشار الأسد أمرا بذلك. وأبلغ المسؤول الأميركي القناة " أن المواد الكيميائية جرى شحنها بالفعل في القنابل لكنها لم تُحمَّل بالطائرات، كما أن الأسد لم يأمر باستخدامها بعد. واعتبرت ديلي تلغراف هذه الخطوة من جانب النظام السوري، إذا ما ثبت صحتها، تصعيدا مفاجئا للصراع في هذا البلد قد يفضي إلى تدخل أميركي في الأزمة هناك. وكان مسؤولون أميركيون صرحوا مطلع هذا الأسبوع بأن نظام دمشق شرع في مزج مواد كيميائية بغرض صنع غاز السارين الفتاك. ويعتبر السارين، الذي استُخدم في هجمتين إرهابيتين باليابان في تسعينيات القرن الماضي، مادة مهيِّجة للأعصاب من صنع الإنسان تسبب تشنجات وقصورا بالجهاز التنفسي وتؤدي إلى الموت، وهي تؤدي لو استخدمت في المناطق الآهلة بالسكان إلى قتل اعداد كبيرة من الاشخاص في دقائق. ولم يعترف نظام الأسد صراحة قط بأنه يمتلك أسلحة كيميائية، ومع ذلك فإن المحللين الغربيين يعتقدون بأنه يستحوذ على أكبر مخزونات منها بالشرق الأوسط. كما نفى النظام أي نية له لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد أفراد شعبه. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد جددت تأكيدها على أن الأسد سيتجاوز "الخط الأحمر" إذا ما أقدم على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.، وقد ردت دمشق على التحذير بالقول إنها لن تستخدم الاسلحة الكيمياوية -لو وجدت- ضد شعبها.