جرى مؤخرا بالحي الشعبي درب سلطان في الدارالبيضاء ، إنشاء مركز ميداني من أجل إجراء عملية الكشف عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) ، وهو الأول من نوعه بالنسبة للقطاع الخاص على المستوى الوطني . وقد تم إنشاء المركز، التابع لمختبر درب سلطان للتحاليل الطبية ، على مساحة تقارب 300 متر مربع، وذلك بغية أخذ عينات من الأشخاص الراغبين في إجراء الكشف عن كوفيد 19 ، والتي يتم إرسالها إلى مقرات المختبر لإجراء تحاليل " بي سي إير PCR ".
ويروم هذا المركز مواكبة الجهود التي تبذلها وزارة الصحة، حيث يستقبل المواطنين من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى السادسة والنصف مساء ، ويوم السبت حتى الثانية عشرة والنصف زوالا ، دون الحصول على موعد مسبق .. ضمن التقيد بمبدأ " من التحق أولا ، تقدم له الخدمات ، وكل واحد يحترم دوره "، مع احترام التدابير الحاجزية ، وارتداء الكمامات الواقية والتباعد الجسدي.
وقد بدأ المركز ، الذي تم إنشاؤه بالتنسيق مع السلطات المحلية تحت إشراف وزارة الصحة، في تقديم خدماته منذ ما يقرب من شهر ، لصالح سكان جهة الدارالبيضاءسطات ، التي تسجل أكبر عدد من الإصابات بالفيروس التاجي على المستوى الوطني .
ويجري المركز يوميا أكثر من 200 اختبار للكشف عن الكوفيد لفائدة سكان مختلف مقاطعات الدارالبيضاء ، إضافة إلى زبناء آخرين يعيشون خارج العاصمة الاقتصادية ، والذين لايجدون هذا النوع من الخدمات في أماكن إقاماتهم . كما يقدم المركز خدماته لفئة أخرى من المواطنين، الذين يطلب منهم إجراء اختبارات بشكل مستعجل يحتاجونها من أجل أسفارهم خارج الوطن .
فالقطاع الخاص يمكنه أن يضطلع بدور أساسي في الكشف عن فيروس كورونا المستجد ، وأن يساهم في جهود الدولة المتعلقة بالعمل على كسر شوكة هذا الفيروس ، علما أن عدد الحالات الإيجابية في المغرب يتجاوز 120 ألف إصابة ، وذلك منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي في المغرب، بينما يبلغ عدد الذين فارقوا الحياة بسبب كورونا أكثر من 2000 شخص ، جلهم بجهة الدارالبيضاءسطات.
وفي هذا السياق أبرز الدكتور محمد تويمي بنجلون المسؤول عن هذا المركز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن إنشاء هذا المركز يأتي في أعقاب دعوة ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، للقطاع الخاص للانخراط أكثر في جهود البلاد المتعلقة بمكافحة هذا الوباء ، مشيرا إلى أن المركز يعد مساهمة بشأن الاستجابة الوطنية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا .
ولبلوغ هذه الغاية، فقد جرى تعبئة طاقم طبي وإداري ، والمعدات اللوجيستيكية اللازمة لتلبية احتياجات المرضى الذين يأتون لإجراء اختبارات ضمن أجل زمني معقول ، لا يتجاوز 24 ساعة ، وذلك وفقا للبروتوكول الصحي، وبثمن مرجعي حددته الوزارة الوصية في 700 درهم .
وقال إن مركز الاختبارات هذا يضطلع بدور هام بالنسبة للبلاد التي تواجه جائحة تستمر في حصد أرواح الضحايا كل يوم ، مشيرا إلى أن التعاون بين القطاعين العام والخاص ثبت أنه ضروري ومهم للغاية.
وحسب الدكتور بنجلون ، فإن الهدف من إنشاء هذا المركز هو تقريب خدمات الكشف عن فيروس كورونا المستجد من السكان ، وتسهيل الوصول إليها ، لأن حي درب سلطان معروف على تطاق واسع .
وأشار إلى أن هذا المركز ، المجهز بالمعدات الطبية الضرورية، يتقيد بالشروط الصحية وإجراءات السلامة ، والمعايير الدولي المتعلقة بأخذ العينات الخاصة بالكشف عن الفيروس التاجي .
وقال " إننا نتابع كل ما يحدث في المركز ، حيث يتم إبلاغ كل النتائج التي تم الحصول عليها إلى المديرية الجهوية للصحة بجهة الدارالبيضاءسطات ".
وقال إنه يتم استقبال ما بين 200 و 400 شخص كمعدل يومي ، كما " نعمل على تمكين المعنيين من النتائج بسرعة خلال 24 ساعة ، وفقا لدفتر التحملات المتفق عليها مع وزارة الصحة ، "مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية إجراء الاختبارات بالنسبة عدد كبير من الأشخاص للكشف عن الحالات الإيجابية المحتملة ، وعلاجها في الوقت المناسب ، وبالتالي احتواء انتشار الفيروس في المملكة.