تسجل البطولة الاحترافية المغربية مرضا مستعصيا، كل يوم اصابات بالفيروس الكورونا المستجد (كوفيد 19)، والتأجيلات وبالتالي أغلب اللاعبين بدنيا لا يمكن مقارنتهم مع المحترفين مقابلات مسترسلة وبانتظام رسمية وودية، فأغلب المحترفين المغاربة لعبوا بين ست إلى سبع مقابلات باستثناء اللاعبين الذين مازالوا في مفاوضات لتغيير نواديهم. تظهر هذه اللائحة الموسعة، على أن الناخب المغربي وحيد خاليلوزيتش متابع ومهتم بلاعبي البطولة الاحترافية لذر الرماد في العيون، وتكمن المشكلة في أن استدعاء هؤلاء اللاعبين، يحرمهم من المشاركة مع فرقهم وهي تدخل تحدي النصف النهائي سواء كأس الأبطال وكأس الكونفدرالية الافريقية، وان كان من حق الفرق رفض مشاركة لاعبيها مع المنتخب حسب قوانين الفيفا.
تبرز أنها مجرد لائحة أولية لجبر الخواطر، ثم يتخلى بعد ذلك كما جرت العادة عن لاعبي البطولة، ليكتفي بلاعب أو لاعبين ضمن الاحتياطيين فقط، نستغرب أن الناخب الوطني لا يراعي ان الفرق لديها استحقاقات، وهي فرق تواجه اكراهات الإصابة بالفيروس التاجي.
يصعب تأجيل مباريات البطولة في خضم أجندة وضعت سلفا، ليبدأ موسم جديد تشتهر فيه العصبة والجامعة بعشوائية منقطعة النظير، والعصبة والكونفدرالية تؤرقها اصابات الكورونا واللاعبين، ومع كل تأجيل ترتسم في الأفق أن الكاف تستشري فيه الهواية، تسييرا وتنظيما.
يطرح المغاربة عبر سنوات خلت، تساؤل اين النتائج؟ تهدر اموال باهظة في عز الازمة الخانقة وظروف الجائحة والبطالة والانهيار في مختلف القطاعات، والقطاع الاستراتيجي الحيوي المتمثل في الكرة هو الذي يشغلوا بالهم، رغم انف الجميع، يبقى الرابح الكبير في زمن الكورونا هو هذا المدرب البوسني المحظوظ الذي يتقاضى 80 مليون في شهر.
تستمر لعنة مع كل المدربين الذين دربوا المنتخب الوطني، اذ ينادون على ثمانين لاعبا، ويختارون 23 منهم في مباراة أو مباراتين، ثم يستدعي 10 لاعبين جدد، وينهي الأمر بجلب لاعبين أجانب من أصول مغربية إلى المنتخب، في صراع بين الجامعة ودول سهرت على تكوينهم واحتضانهم.
تنضاف مأسي منتخب لم يستقر على تشكيلة مثالية لسنتين فما بالك بأربع سنوات على الأقل، نتائج كارثية مع المدرب البوسني نتيجة وأداء، اختيارات بشرية تثير الاستغراب، وتصريحات عقب كل مباراة تبرز أن المشكل في عدد من أشرفوا على المنتخب، صعوبة التواصل واموال طائلة وتوفير لاحتياجات لوجيستيكية وتقنية وتجهيزية، في غياب ما يشفي غليل المغاربة.
تتكرر السيناريوهات التي شهدها المنتخب منذ 2006، وتستمر خلال كل هذه السنوات، فمن المنقذ ومن الضحية لأموال صرفت بدون جدوى، فالمغرب في حاجة إلى ما هو أهم من مجرد لعبة لم تعطي غير الهدر المال بدون حصيلة إيجابية.