لا حديث بين رواد الفايسبوك حاليا وأوساط الأسر المغربية سوى عن الدخول المدرسي الحالي، الذي يأتي في ظل الجائحة التي يمر بها المغرب على غرار باقي بلدان العالم. ورغم تسجيل أعداد غير مسبوقة لإصابات كورونا، فقد اختار جل الآباء التعليم الحضوري لأبنائهم، بنسبة تفوق 80%، حسب تصريح الوزير الوصي على القطاع، وهو ما يضع وزارة التربية الوطنية في موقف لا يحسد عليه، بعدما كانت أقرت في أكثر من بلاغ سابق، أن التعليم عن بعد هو الأساس ، والتعليم الحضوري سيكون اختياريا، لكن "الرياح تجري بما لا تشتهي السفن". ويبدو أن إقبال أولياء الأمور الكثيف على اختيار نمط التعليم الحضوري ، قد يدفع وزارة التربية الوطنية على اعتمادها على أحد السيناريوهات التي كانت قد كشفت عنها منذ مدة، ويتعلق الأمر ب"التعليم بالتناوب" ، حيث سيتم تقسيم القسم الذي يتجاوز عدد تلامذته العشرين إلى فوجين، حيث كل فوج سيدرس نصف عدد أيام الأسبوع ، يعني الفوج الأول سيدرس أيام الاثنين و الأربعاء والجمعة، في حين سيدرس الفوج الثاني أيام الثلاثاء والخميس والسبت، في حين تلامذة الفوج الذين لن يحضروا إلى المدرسة سيكونون مُطالَبين بالتعلم الذاتي في البيت، وهو يختلف عن "التعلم عن بعد" حيث سيتابعون دراستهم بدون تدخل من أستاذهم الذي سيكون منشغلا بتلامذة الفوج الحاضرين في القسم في ذلك الوقت. في المقابل، عبر عدد من أولياء الأمور بعد تصريح سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية بخصوص التعليم بالتناوب، عن صدمتهم، لأن اختيارهم التدريس الحضوري كان على أساس أن التلميذ سيحضر إلى القسم طيلة الأسبوع، خاصة وأن السيناريو المذكور لم يتم شرحه كفاية في فصل الصيف، رغم أنه تم الحديث عنه أكثر من مرة، فاختيار الآباء لنمط التعليم الحضوري، كان بالأساس لاقتناعهم بالتعلم المباشر أمام تواجد الأستاذ، إضافة إلى أن هناك آباء وأمهات يعملون خارج البيت، الأمر الذي سيطرح صعوبة السماح للطفل بالتواجد وحيدا بالبيت وبدون مراقبة، إلى جانب غياب و صعوبة توفير الوسائل التكنولوجية من أجل مساعدة الابن على التعلم الذاتي، وإن كان في الحقيقة أن هذا المشكل غير مطروح بيداغوجيا، حيث سيحاول الأساتذة جعل الأنشطة التي سينجزها التلميذ خلال الأيام التي سيقضيها في بيته، في متناوله ودون الحاجة إلى الهواتف أو الحاسوب، ككتابة الملخصات، أو التعود على قراءة النصوص، أو إنجاز التمارين الكتابية.