لم يكن أكثر الناس تشاؤما لمستقبل العالم أن يتوقع هذا السيناريو المرعب الذي تجري فصوله وأحداثه اليوم , فرادة في الأحداث وتراجيديا في التناسق بين المعطيات والمسارات التي تترا على الساحة الدولية جراء تفشي فيروس كورونا المستجد , ففي لحظة من الزمن تجمدت عقارب الساعة ودخلت البشرية للحجر المنزلي مما حدا بالعقل بمسائلة هذا الواقع عبر أسئلة الحقيقة والوهم والتأمل في معمعان هذا المارد الغير مرئي داخل النسق الدولي وما تنطوي عليه من صراعات سياسية اقتصادية وأخطرها الدينية . إن أسئلة المسائلة عن كشف الحقيقة لا تنطلق من حقل الطب وعلم الأوبئة والفيروسات فذلك ميدان له أهله وميدانه , ولكن الإنطلاق يبدأ من منطق الأشياء وتناسقها ومقبوليتها ومعقوليتها في التقبل السليم للفطرة وحقيقة الظواهر التي تنسل في عالمنا اليوم, ومن استدلالات دالة على التأثير والتأثر والمؤشرات التي تحتوي على كثير من عناصر الإجابة أو الإحاطة بهذا الموضوع اللغز سيما أن تتبع خيوطه يشبه مطاردة الجن في عوالم السحر والشعودة.
بعد انتشار الوباء بدأت تتناسل التحليلات السياسية والإقتصادية والمستقبلية كواحدة من إواليات الباعث وراء هذا الفيروس حتى وصفه الكثير بأنه فيروس سياسي يروم تحقيق غايات الطغمة المتحكمة في العالم , ويراه آخروج جزء من الصراع الإقتصادي بين قطبي أميركا والصين , فيما يعتبر ثالث أننا بصدد حكومة عالمية تتهيأ للقبض على البشرية عبر التكنولوجيا والتقنيات البديلة لعالم مابعد كورونا , كل هذه العناصر تدخل في إطار نظرية المؤامرة التي تحيق بالبشر وفق صراع منفلت من عقال التفكيك العلمي بل وربما هو صراع نظمية الميتافيزيقا ووتفسيرات الدين الذي دارت رحاها في الحروب التي عرفتها البشرية في القرن 19 وبداية القرن العشرين من خلال التغييرات الجيوسياسية والتركيبات الدينية والمذهبية وخرائط العقائد في الجغرافيا .
إن نظرية المؤامرة تستأثر بالاهتمام بل وهي في محك بساط الاقناع مع تعاظم الحديث عن الحرب البيولوجية وبداية نظام عالمي جديد بأسس ومقومات مخيفة لوجود الجنس البشري , فبين ركام المعلومات المتضاربة و البحث عن السراب تظل كل المعطيات واردة حتى تلك الأكثر راديكالية في التنبؤ بمستقبل الكائن البشري والرعب الذي قد يكون منتظرا في ظل التخطيط المحكم للأخذ بأسباب المكنة والتحكم والتأثير في مسار التاريخ البشري ...............................................................................
تضارب المعطيات..
إن المتتبع لخيوط المعلومات الصادرة عن الأطباء والمختبرات ومراكز الدراسات ورجال الساسة بأميركا وأوروبا والصين ليسلم حجم التناقضات والمفارقات الكبيرة حول طبيعة الفيروس وخطورته وأسباب انتشاره ونقطة بدايته والسيناريوهات المفترضة للنقطة الصفر في الإصابة ,وهل هو فيروس واحد أم نحن أمام فايروسات مختلفة , وأحيانا اتهامات بين أطراف الصراع الكبرى أميركا والصين , فقد صرح الرئيس الأميركي "الفيروس الصيني" وهو كلام ليس اعتباطي في العلاقات الدولية واللغة الديبلوماسية
في خضم هذا المراس ترجح فرضية قوية عنوانها الرئيس تعمد اتلاف المعنى والحقيقة وارباك المنطق في فهم الفيروس ومحاولة ترويج فكرة التطور الطبيعي للوباء على المستوى الدولي ........................................................................
إن الموضوع يجعل الحليم حيرانا فما الذي يحدث في خضم المتلاشيات المرتبطة بهذا الوباء , هل هو مؤامرة أم نحن مسكونون بهذه النظرية , إذا كان الأمر كذلك من يقف وراء ذلك , إذا كانت أميركا أو الصين كيف نفسر اجتياح الفيروس لهما سيما أميركا ,أليست هذه المعطيات محيرة..........................................................................................................................
هل نصدق أميركا..
لم تتوانى أميركا باتهام الصين باصطناع الوباء وما ترتب عن ذلك من توتر العلاقات من جهة, والإعلان عن ارتفاع عدد الإصابات بشكل تراجيدي في أيام معدودات من جهة أخرى بأكثر من مليون إصابة متجاوزة إيطاليا وإسبانيا في رمشة عين , هل يمكن تصديق ذلك وأميركا صاحبة أكبر خازوق في التاريخ على الشعوب والأمم والدول , بحيث خدعت العالم وطبعت الدولار بدون غطاء الذهب وفرضت الدولار كأقوى عملة عالمية في التجارة الدولية فيما يعرف "بصدمة نيكسون", هل نصدق أميركا التي احتلت العراق وأفغانستان بفرية امتلاك أسلحة الدمار الشامل, هل نصدق أميركا المتورطة في التجسس على حكام أوروبا وحلفائها التقليديين.
إن أميركا يقف وراءها الكيان الصهيوني بل ويتحكم في قراراتها السيادية والشواهد على ذلك كثيرة , فالولد اللقيط لأميركا والمدلل إسرائيل معروف كم نافحت عنه بمجلس الأمن الدولي عن طريق حق الفيتو , لابد أن نحاول دغدغة المعطيات ووضعها في سياقات
منتظمة لاستكناه هذا الوضع المستجد بالعالم مع استحضار الأديان في جوهر المافيا العابرة للقارات, فالحلم الصهيوني بدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات قد يكون جزء من الحقيقة ..إن العالم اليوم على أوج الدخول لمزيد من قلب الإختلالات وفقدان التوازنات و بروز مؤشرات قوية تورط أميركا بصناعة فيروس كورونا ومن وراءها الكيان الصهيوني وإصابة العالم بسعار الخوف والرهبة لتمرير خواطر جيو اقتصادية ودينية معتقداتية " قراءة في العهد الجديد" بتقييد الحريات الأساسية عبر القوانين ومراقبة مواقع التواصل الإجتماعي , وتقنين حرية الخروج في شكل من الترويض للإنسان المزمع تنشئته في المستقبل القادم بعناصر متفردة وملامح المفهوم الجديد للديمقراطية الافتراضية الخاضعة لميكانيزمات الطاعة والقولبة والتحكم في العنصر اليشري و في نسله بنشر الأمراض المسببة للعقم وربما يكون استهداف الفيروس لكبار السن يدخل في هذا التوجه.
يبدو أن نسب الإصابة بالفيروس بأميركا يصعب تصديقها في غياب دليل على صحتها ..الجواب يبدو للبعض معروف , هل يمكن للدول النامية التي أعتبرها أكثر شفافية في تعاطيها مع الوباء تعرف إصابات ضعيفة مقارنة مع الأرقام الفلكية المعلن عنها بأميركا وأوروبا , وهل النظام الصحي القوي بهاته البلدان يستطيع أن ينهار بالطريقة التي يتم الترويج لها عبر إعلام البروباغاندا وبهذه الطريقة المشكوك في صحتها , الجواب صعب.
إن أميركا تبالغ حتى الجنون في الظهور بمظهر المظلوم المنهارفي مواجهة هذه الجائحة وكأن الموت توحدت أسبابه وتنازلت كل أمراض الدنيا عن فيروس كورونا ولم تعد للأمراض المزمنة مكان مع الوباء ,قد تكون اندثرت مثلا , لو قالت السلطة بأميركا الحقيقة لصدمت من هول الصدق .
يعرف خبراء الإقتصاد الدولي أن الصين بعد عشر سنوات ستصبح القوة اللإقتصادية رقم واحدفي العالم متجاوزة أميركا بثلاث مرات من الناتج الداخلي الخام,وإليه فالخطر الأصفر بات يهدد كبرياء أميركا وهو يتقدم بروية على طريق الحرير بتملك بواعث التحكم في اللإقتصاد الدولي والمؤسسات الدولية التي تؤتث له ,لذلك يرى متتبعون أن أميركا جن جنونها وامبراطوريتها مهددة بالأفول , فهل تحميل أميركا للصين بنشر الفيروس وتحميل هذه الأخيرة للمسؤولية يدخل في هذا الصراع ؟ يعزز هذا الطرح تصريح بعض القادة بأوروبا أن لو تأكد تورط الصين فعليهاأن تعوضنا كل الخسائر التي تسبب بها الوباء بالإقتصاد العالمي , فهل يمكن اعتبار هذاالموقف تشذيب أم تهديد لحرب عالمية تلوح في الأفق أم مجرد تهديد ناعم لفرض أمر الواقع والجلوس على طاولة التفاوض حول ملامح النظام الدولي الجديدفي ظل استبعاد الجروب التقليدية التي قوامها الخسارة في البشرية في الأرواح,
إن التكنولوجيا الأعظم باتت المعادلة الصعبة التي تمتلكها الصين , وأميركا لا يمكنها التنازل بسهولة عن ريادة العالم الذي يعيش شبه فراغ على مستوى قيادة على اعتبارأن الفراغ غير مقبول , فهل الوضع يتجه إلى فرض التفاوض الإجباري بين الجناحان القويان اللذان يرابضان على أفق العالم كطرفين نقيض..
الوباء سيسرع في الكشف عن ملامح النظام الدولي الجديد فكيف إذن نستطيع تفسير الحرب التجارية التي تعتبر أحد الأصداء البعيدة لهذا الصراع , حرب تجارية تنطوي على التفوق التكنولوجي للصين والجيل الخامس من الإنترنيت الأسرع مائة مرة على الجيل الرابع , فالأنترنيت قادمة من الصين , فالإنترنيت العمود الفقري للصناعات الجديدة والذكاء الصناعي والكثير من التطبيقات والأجهزة المتطورة وتكنولوجيا المعلومات , لذلك فالهيمنة قادمة بملامح صينية تهدد عرش أميركا التي رأينا أحد فصولها التجارية مع شركة الهواوي الصينية المقربة من السلطة بالصين , هذه التكنولوجيا ليست صراع فقط بل أحد أهم الإستعمالات الإستخباراتية خطورة في تاريخ التكنولوجيا والتجسس على براءات الإختراع والمعطيات الخاصة ومعروف أن تدبير الصين لهذه الجائحة كان تمرينا استخباراتيا بامتياز من خلا تتبع المصابين في الشارع العام عن طريق كاميرات تراقب حتى حرارة الجسم فما بالك بالهوية الشخصية , الشيء الذي يفسر التخوف الأميركي وحلفاءها الأوروبيين للجيل الخامس ببلادها .
فهل هناك علاقة بين فيروس كورونا وشبكات الجيل الخامس؟
ذاعت صور بأوربا لمواطنين يحرقون أبراجا بدواعي أنها أبراج شبكات الجيل الخامس ,فهل دفعت تلك الدول المواطنين لإحراق الأبراج واتهام الصين صراحة بنشر الفيروس عن طريق ذبذبات الإتصال بالأقمار الصناعية
إن ما يزيد الموضوع غموضا تأكيد البعض العلاقة الطردية بين شبكات الجيل الخامس والفيروس اللغز الذي انطلق من مدينة ووهان التي تعرف بمدينة الجيل الخامس .........
السيناريو الأكثر رعبا..
شريحة التطعيم 2020 المزمع تلقيحها للبشر , تزرع بجسم الإنسان تحت الجلد عبر عملية جراحية بسيطة عبارة عن قاعدة للبيانات تحتوي على معطيات شخصية كالتاريخ المرضي والنشاط المجتمعي ورقم الهوية العالمية والمعلومات البنكية عن الحساب والمهنة والفيزا ...الخ
الشريحة الوحش تم المصادقة على زرعها في البشر من طرف منظمة الغذاء العالمية لزرعها وربطها بالأقمار الصناعية , والأخطر أنها تعمل تلقائيا مع المخ فبجرد التفكير في فتح جهاز التلفاز مثلا سيلقي المخ إشارة للشريحة بتشعيل التلفاز وتنفيد الطلب ..فهل نصدق الأمر أم أن القضية مغرقة في التخويف وهيمنة العقل العاجز عن تفسير ما يجري أمامنا ,أم أننا أمام نظام عالمي جديد يعادي الحرية ويأمل على تعبيد الإنسان وتحويله لطائع مسلوب الإرادة , أم أننا أمام نظرية المؤامرة المغرقة في التطرف الذي نعلق عليه فشلنا على الآخر لنجد تخريجة تحفظ الكرامة لمن استحالت عليه فهم مجريات الأحداث الدولية سيما مع صعوبة تأكيد هذا الإدعاء في ظل انعدام الدليل القطعي .
بعد انتشار هذه النظرية صرح مؤسس مايكروسوفت "بيل غيتس" أن التطعيم بالشريحة أصبح لابد منه كلقاح إجباري ضد انتشار فيروس كورونا الذي يبدو أنه سيعمر معنا طويلا , قد نكون أمام مخطط لقتل البشر في ظل التلاعب الذي أشرنا إليه , فقد بات واضحا أن الفيروس ليس طبيعيا وما قصة الخفاش إلا للإستخفاف بعقول البشر فهل نحن ساذجون لهذه الدرجة .
وأخيرا لقد ترك هذا الفيروس والإجراءات المصاحبة له رهابا نفسيا خطيرا قلما سيسلم من تبعاته أحد فهجران الناس للفضاء العام شكل ضربة قاسية على النفس النفس البشرية والفطرة , فرغم نصائح أطباء النفس بمحاولة خلق أجواء الفرحة في البيوت إلا أن الصبر والمصابرة تصطدمان بالقلق والتوتر والإكتئاب خصوصا الأطفال والله غالب على أمره ولا حول ولا قوة إلا بالله.