في الوقت الذي يختنق العالم فيه بسبب ما خلقته جائحة كورونا من أزمات اقتصادية واجتماعية، فهو من جهة أخرى يتلقى جرعات من الأمل والإنسانية. وخير دليل على هذا ما نجده في المغرب من تلاحم وانسجام بين مختلف أطياف المجتمع. وهذا ليس غريبا على طبعنا المغربي، فالمتمعن في تاريخ المغرب، يجد التلاحم جليا بين طبقات المجتمع، في العسر واليسر، في الرخاء والشدة، في الأفراح والأتراح.
ولعل فكرة إنشاء "صندوق كورونا" التي بادر بها عاهل البلاد نصره الله، خير دليل على أن المغاربة ملكا وشعبا وقيادة، قد أبانوا عن حكيم التصرف في ظل الأزمة، مما يحيي سؤال القيم ويعزز الثقة بين الراعي والرعية.
فما يلاحظ جليا في أوساط الشارع المغربي ، هو اندثار الخطابات الكلاسيكية التي تهين البلاد والعباد، وحلت محلها الخطابات المسؤولة والنقد البناء، الخالي من التجريح والإهانة .
وكأن هذه الجائحة أحيت سؤال القيم في المجتمع المغربي، وأعادت ترتيب الأوراق المبعثرة، فرب ضارة نافعة .