"حسكو من لتحت"، "كويه بالبارد"، هي عبارات ذات دلالة على عدم الرغبة في نفض الغبار الموجود على أكياس الحنطة، عبارات نستعملها في حياتنا اليومية كما في عالمنا الافتراضي قبل كورونا وحتى الآن، لكن بطريقة تمويهية تعتمد على مخزون اللاوعي وعن طريق حبك سيناريوهات وباستعمال آليات واستراتيجيات تشكل فينا بينها عقدة أو سلسلة، قد تختلف أجزاءها وألوانها باختلاف الشروط المتحكمة في مسار هذه السلسلة وتوجهاتها. هنا والآن، لا أحد يتحدث إلا عن قانون الكمامة 22.20، والغالبية ممتعظة ومتهكمة بطريقة جماعية، وهذا ما نود التطرق إليه في هاته الورقة مبرّئين أنفسنا من أي انتماء حزبي أو سياسي أو نقابي أو جمعوي، بل لإماطة اللثام حول بعض القدرات التي تفعل فعلها في عقول الأفراد. فهل فعلا قانون الكمامة هو مايشكل خطرا على حرية التعبير؟ وهل فعلا حرية التعبير متجسدة فقط في "الهاشتاغ"؟ ما موقع الفرد من حرية التعبير في ظل زنزانة بوثقة الجماعة؟ إلى أي مدى يمكن مناقشة البعد الزمني كمادة "جبس" لإخفاء شروخات الجدران الفايسبوكية؟
في الجزء الأول من هذا المقال الذي يحمل نفس العنوان، كانت لنا كلمة استباقية حول الاستعدادات المبكرة لانتخابات 2021 بالاضافة إلى مسائلة طرق عمل "المليشيات" الإلكترونية، وكيفية الدفع بالأفراد في حركات احتجاجية سواء بالمجال العام والذي من المفروض أن يكون مجالا للصوت، أو بالمجال الافتراضي كإحدى مجالات الولاء، دون أن ننسى استغلال الانسان كوسيلة وليس كغاية. فهل فعلا هذه الجعجعة تصب في مصلحة المواطن (الفرد)؟ ولماذا يتم ربط هذا القانون بقانون المقاطعة السابق؟ أوَ ليس بالإمكان أن تكون الأيام والأشهر القادمة مخصصة لمقاطعة منتوجات غير تلك التي كانت سلفا؟ ثم كيف يقبل الحزب الذي يترأس الحكومة بهذا القانون وهو يصب في مصلحة منافسيه؟ ألم يحن الوقت لإعادة الاعتبار للمواطن خاصة وأن جميع الصراعات السياسية تنتهي "بتذويبات" وما المواطن إلا عبوة ديناميت يتم استغلالها لتحقيق مآربهم ولنا في مثال "ابن كيران" و"مزوار" أكبر دليل على صدق مقولة "لا يوجد في السياسة عدو دائم ولا صديق دائم".
إن الحديث عن تسريب للوثائق والمعطيات يبقى غامضا في ظل وجود فرضية "جس نبض" المجتمع، مثلما حدث في المراجع الدراسية وعلاقة مواضيعها الاسلامية ببعض النصوص من الديانات الأخرى وكذلك موضوع التربية الجنسية الذي تمت معارضته، فلا نكاد نتصور تسريبا بريئا وفي هذه المرحلة بالذات كمرحلة تانية ضد كورونا، فبعض السياسيين يعرفون أن الإعلام منشغل في حملات التحسيس والتوعية، لذلك طفت على السطح بعض المناوشات السياسية التي سبق وأن بدأت قبل ذلك عبر التنكيل الذي تعرضت له المؤسسات المدرسية الخصوصية، وأيضا ربط بعض الحالات المخترقة لحالة الطوارئ برأسمالها الاجتماعي كما حدث مع شقيقة "ماء العينين" وشقيق "منصف بالخياط" وأيضا نجل النقيب "زيان" ليتفجر بعدها البوليميك السياسي مع قانون الكمامة بعد أن تأكدت الكتيبات السياسية من تجاوز العائق السيكولوجي الذي فرضه الحجر الصحي وفي هذه المرحلة حيث من المفروض على الجميع أن يعبر عن تضامنه، لكن يبدو أن البعض لا يجيد سوى التضامن "الفيتريني" والمصطلحات الرنانة من وراء الأضواء الكاشفة والميكروفونات، فالأجدر بنا هو توجيه ميليشياتنا عما يحاك ضدنا في كوكب"" تويتر" هنا والآن، قصف إلكتروني خارجي لسمعة المملكة بغية زرع الهلع والولولة بين أفراده، قصف من طرف بعض الأقلام السعودية التي حاولت التطاول على مناقشة اقتصاد المغرب، وانتقادها لسياسته المتخذة لصالح المهاجرين المغاربة، لكن قبل ذلك كان هناك سجال على مستوى المؤسسة التشريعية حول القرار المتعلق باستفادة المغرب من احتياطي العملة الصعبة، على اعتبار أن المملكة تتوفر على ما يلزمها لسنوات، من أبرز هذه الدعوات "عمر بلا فريج" الرِجل اليسرى للاشتراكيين الذي اعتبر أن الدَّيْن يهدد السيادة جراء الرفع من سقف التمويلات الخارجية حسب المادة 43 من قانون المالية 2020
بدعوى أن المغرب لديه 240 مليار درهم من العملة الصعبة لكنه وجد نفسه في النهاية معزولا ووحيدا فرض عليه السياق تليين خطابه.
إن لجوء المملكة إلى الاستعانة باحتياطي العملة الصعبة ودعم المهاجرين المغاربة ليس اجراء اعتباطي أو فوضوي، بل هو إجراء محسوب ومدروس، إذ أن التحدي الحقيقي بعد انجلاء هذا الوباء هو امتلاك أعلى حصة من العملة الصعبة، خاصة وأن صادرات المغرب الفلاحية متوقفة، وقطاع الفوسفاط لوحده غير كافي حتى وإن كان المغرب يتوفر على احتياطي 75 بالمائة، لذلك فالمغرب وجد في أبناءه وتحويلاتهم المالية فرصة للحصول على نسبة معينة من العملة الصعبة والتي إن تمكن المغرب فعلا من كسب هذا الرهان فبإمكانه أن يقفز قفزة نوعية إلى جانب بعض اقتصاديات أوربا .
إن الرهانات السوسيو-اقتصادية التي يخوضها المغرب على المستوى الخارجي لا تنعكس داخليا بين الأحزاب الذين يفضلون جرّ الشعب إلى متاهات ونقاشات لا تصبّ إلا في مصلحة "بورجوازيو" الأزمات، فالفرد المغربي مازال لم يصل بعد إلى مرحلة المواطن-الدولة بلغة "حنة أرندت"، لازلنا نعيش بين أفراد غير قادرين على التعبير عن صوتهم وقراراتهم بصيغة منفردة، بل العديد منا ينتظر الضوء الأخضر من بوثقة الجماعة كي لا يجازف ضد التيار، وهو ما عبّرنا عليه بأسئلة في الجزء الأول: كيف لمواطن لا يقدر على مناقشة ما يجري داخل حيه ومنزله ومؤسسته، وفي نفس الوقت قادر على مناقشة قضايا نسقية؟ كيف لمواطن يفطر ب"دخل سوق راسك" ويتغدى ب"شوف وسكت" ويتعشى ب"شد الميم ترتاح"؟ لكنه في منامه يحلم يوتوبيا بحقوقه (أمعاء باذنجانية). إن قانون الكمامات ليس هو المشكل في حد ذاته، فحرية التعبير مضمونة عالميا ووطنيا، فقط يجب برهنتها والاستدلال عليها بطرق علمية ومراجع تكتسي الصبغة الأكاديمية، أما حرية التعبير الفايسبوكية فما هي إلا تكتيكات وآليات تضرب بعمق إنسانية الذات بل وتحتقرها، حينما يصبح الفرد مواليا للجماعة، ويصبح الشيخ والمريد هو واقعنا، ونصبح كالقطيع ننتظرراع ليبين لنا الطريق، محو للذات والتنكيل بها، ولا يخفى على أحد حتى داخل الجماعة هناك آذان طويلة تهمس: "ضرب على راسك" وأخرى تجيب: "كول ماجاك" والبعض يؤمن ب"صوط على خبيزتك" ولا يستطيع المرء اتخاذ قراره (الناس غيقولو)، ففي بوثقة الجماعة يصير الوعي الفردي خاضع لسحر التسوية، هناك يصير الفرد جارا، امرأة، قطيعا، صوتا انتخابيا، هناك يكون الحكم للجار، هناك يصير المرء جارا
كلنا ألسنة دفاع عن حرية التعبير، لكن أي حرية نريد؟ فنحن نحتاج لحرية التفكير أولا وبعدها التعبير، حرية غير خاضعة لانتظار تقدير الآخرين، حرية تفكير حتى ولو اختلفت مع العديد، المهم أن لا يكون تفكيرنا مجرد poupée في يد البعض يتسلى بنا، دون أن ننسى البعض الآخر الذين لا يجيدون سوى الركوب surf واستعمال الانسان كدرج
يصعدون عليه لتحقيق مآربهم، والذي يبدو أن الخبز لم يعد يكفيهن في موائدهن المستوهمة بل أصبحن يطالبن بالعسل، وهو ما وقفنا عليه في الجزء الأول بما يسمى ضغضغة "الكوناتوس"( إسبينوزا )، ويبدو أن كلماتنا لا تصل إلى عالم "البرمائيات".
كلنا ألسنة دفاع عن حرية التعبير، لكن نحتاج لزرع بذور مواطن يستطيع التخلص من القزم الذي يجلس على كتفه، مواطن لا ينتظر وجود رئيسه كي يقوم بعمله، مواطن غير خدوم لرزنامات زمنية، مواطن يرفض إيصال الخبز إلى الفرن، وليس مواطن "السيلفيات"، ولا مواطن أرقام يتم احتسابها في الحركات الاحتجاجية والتي أبانت في ما قبل وبطريقة ساخرة عن منسوب اللاوعي من خلال ما تم تداوله فيما يعرف بمسيرة "ولد زروال" كمحاولة للنيل من القديس "أغسطين"، لكن صاحب براءة الاختراع فيما يخص نظرية عودة التحكم، الصادرة عن مختبر "التماسيح" و"العفاريت" يظهر مرة أخرى كالشبح الذي ينبثق فجأة من الحائط، حاملا سبحته وتعويذات السلام الملائكي للعذراء، بالاضافة إلى المليشيات الإلكترونية التي تُشوش هدوء المعابد ليلا، ظافرا بإعادة الثقة من جديد ومعها أكياس الحنطة.
إن هذا القرار سواء تم تطبيقه أم لا فليس هو مربط الفرس، مادامت الصفحات الفايسبوكية تقوم بدور الدين عند "دوركهايم" ألا وهو التنظيم ولمّ الشمل بغية ضمان سهولة التأطير، وهو ما يتضح في كل مناسبة يتم الإسراع في خروج هذه الصفحات تحت أسماء: كلنا ضد.. جميعا من أجل.. ومن تم ما يجب التركيز عليه في هذه المرحلة هو الحفاظ على السلم الاجتماعي paix sociale والابتعاد عن التوترات السياسية التي لن تخدم المواطن في شيء بل هو فقط وسيلة لتحقيق غاية، هو في يد "ميكيافيليين".
إن الاستقرار المنعم عليه داخليا يرجع الفضل فيه للمكانة التي يحظى بها المغرب على المستوى الخارجي، والصورة الإيجابية التي يعكسها ملك البلاد في جميع الملتقيات الإقليمية والدولية، والقرارات الاستباقية والمحافظة على صداقات المملكة والبحث عن شركاء جدد، على الرغم من بعض المضايقات، لكن المؤسسة الملكية في كل مرحلة تبرهن عن جدية وكبرياء، ولعل أكبر تحدي خاضته المؤسسة الملكية خارجيا ذلك المتعلق بعملية ليّ الذراع من الاتحاد الأوربي بعض رفضه للصادرات الفلاحية المغربية، سرعان ما ردّ الجالس على العرش الصاع صاعين للأوربيين حين صرّح أمام العالم )قمة الرياض( وبكل جرأة : "سأزور الصين قريبا".
إن البحث عن أسواق جديدة ليس بالأمر السهل، وتوقيع اتفاقيات مع روسياوالصين كانت المملكة سباقة فيها قبل قرار إنجلترا الخروج من الاتحاد الأوربي 29 مارس2017، هذا الأخير يغرق في صمت على اعتبار أن أمريكا تنتظر في الطابور، فليس لديها ما تقدمه للعالم سوى طائرات ودبابات، في حين أن نظامها الصحي كان دوما مصدر تساؤلات.
إن الجرأة المغربية في إيجاد أسواق جديدة ترجمها كذلك بنك المغرب عبر قراره تعويم الدرهم،الذي انتقل منذ يناير 2018 من 0,3 إلى 2,5 بالمائة كمرحلة أولى، وبالضبط في 17 يوليوز رحب صندوق النقد الدولي ببداية تحول المغرب إلى مرونة أكبر في سعر الصرف، مما يساعد على امتصاص الصدمات الخارجية، وهو ما شجع المغرب منذ التاسع من مارس المنصرم على الدخول في المرحلة التانية من تعويم الدرهم بالانتقال من 2,5 إلى 5 بالمائة بالنسبة لسعر الصرف المركزي.(وكالة الأناضول.( ويمكن القول وفي ظل انهيار سعر برميل إلى ناقص ..,37 فالدرهم مع فرصة ذهبية لمنافسة إقتصاديات بعض الدول الأوروبية شريطة التوفر على رصيد مهم من العملة الصعبة، ولمغربنا جميع الإمكانيات لذلك، خاصة بعد أن استدعى الملك رؤساء الدول الأفريقية للتنسيق لمواجهة تداعيات كورونا، وهو أمر أغاض البعض لذلك فالأمر طبيعي إن تم إستئجار أقلام نظرا للعزلة الإقليمية التي تهددهم، لكن المغرب ولعقود طويلة ظلت يده ممدودة لبناء اتحاد مغاربي والمساهمة في البرامج والتحديات الكبرى للقارة، دون أن نغفل مشروع بناء نظام عربي كبير أشار فيه الجالس على العرش أنه يحظى بدعم عربي.
وإن كان لنا من كلمات ختامية فلا يمكننا أن ننكر المجهودات المبذولة والصامتة من طرف المؤسسة الملكية على المستوى الخارجي سياسيا واقتصاديا ودينيا، وحبذا لو تحلى المغاربة حكومة وشعبا ونقابات وأحزاب وبرلمان بجزء من كبرياء ملكهم، فهو الرجل الذي رفض النزول من سيارته بقمة المناخcop 21 بباريس، الى حين خروج "فرانسوا هولاند" لاستقباله، عكس الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" الذي تم استقباله فقط من طرف أعضاء ديوان قصر "الإليزيه") كبرياء ملك( .الرجل الذي تُسمع مشيته طقطقة الأرض، "كريستال" تضيء سماء المغرب، الشعلة، البهاء، نسيم البحر الهادئ، ارتعاشات ضوء الظهيرة . كما لا يفوتنا بضرورة التنبيه على أهمية الأبحاث العلمية في موضوع الحركات الاحتجاجية، والتي إن لم تخنا معلوماتنا فهي تبقى شحيحة باستثناء الباحث المغربي "عبد الرحمان رشيق" في عمله الحركات الاحتجاجية بالمغرب: من التمرد إلى التظاهر، وأيضا مع الباحث المغربي "عبد الرحيم العطري" في عمله الحركات الاحتجاجية بالمغرب، مع غياب وفرة مثل هذه الأبحاث على الرغم من أهميتها، فهل الأمر يتعلق بأركيولوجية مابعد-حداثوية؟ تلك التي تعتبر المعرفة سلطة، وحيث هي كذلك فإنها قوة حسب تعبير "ميشيل فوكو"، المتأثر بالنيتشوية، لكن هاته المرة نازعا عنه ثوب العدمية "النيتشوية" التي تعترف بأن المعرفة العلمية تقود إلى أن الإنسان سطحي، وبذلك يكون "فوكو" قد أسّس لإرادة المعرفة بدل إرادة العدم، كقوة روح "ديونيزية"، لا تعترف إلا ب"ديونيسوس" ربّا وإنسانا.
أما الفرد فيجب عليه أن لا يكون "عملة مزيفة" فإن أردنا الحديث بلسان لاهوتي فالإنسان لن يحاسب فقط على صلاته وصومه ...، بل حتى على ذاته، هل شرّفها أم احتقرها، لذلك يجب عدم منع الناس من التفكير فيما يفكرون، أما مفاهيم "كويه بالبارد" signaler فهي ليست سوى "خليقة فظيعة" أنجبها حقد محموم على العقل والحواس، ومع القبعة "اللينتونية"( رالف لينتون ) وبوثقة الجماعة والطقوس الإفتراضية، فهي تتخذ شكل "مفاعيل تضعيفية"effets multiplicateurs لكن برداء "إيكزو-تيقي" وقانون "بلاستيكي".
وأخيرا يجب على جميع "بورجوازيو الأزمات" الكف عن احتقار المواطن عبر الزج به في كل مناسبة، حتما تكون نهايتها تذويب الخلافات، في حين أن المواطن ليس سوى قنطرة، وباعتبار أن الظرفية تتعلق بهنا والآن وتتطلب تركيزاً عاليا وتضامنا لا مشروطا، فمن الأجدر أن تبقوا في هدنتكم، وحين الانتهاء من كورونا والدخول رسميا في معارككم، فآنذاك بإمكانكم أن تخرجوا سيوفكم من أخمادها، ونعدكم أننا لن نظل متفرجين، بل سيكون قلمنا هو الآخر بمتابة سيف "الدينونة" الوضّاح، منيرا للعقول، مروضا للنمور، قارعاً للطبول، ولن يكون أبدا طبّال بنديييييييير.
* لائحة المصادر والمراجع *
-القمة المغربية الخليجية ( الرياض ) 20 أبريل 2016 .
-الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول 6 مارس 2020 .
-الخطاب الملكي للذكرى 44 من المسيرة الخضراء 6 نونبر 2019 .
-émission : le petit journal, canal plus ,30 novembre 2015
ميشيل فوكو، تاريخ الجنسانية، إرادة العرفان، نحن الفيكتوريون، ت محمد هشام، أفريقيا الشرق2013
Michel foucault, histoire de la sexualité, la volenté de savoir, éditeur : Gallimard, 1 janvier 1994 2009 يروت،أ،ب1الوحدة العربية، ط باروخ إسبينوزا، علم الأخلاق، ترجمة جلال الدين سعيد،مركز دارسات