لازال موضوع أصل فيروس كورونا الذي روع العالم يثير الجدل في ال,ساط السياسية والطبية، خاصة بعد الاتهامات المباشرة التي وجهها الرئيس الأمريكي للصين وتأكيده على أنه اطلع شخصيا على أدلة استخباراتية تقطع الشك باليقين. محققو صحيفة “واشنطن بوست” كان لهم رأي آخر، حيث تمكن فريق من مراسليهم من إعداد تقرير دقيق جدا خلص إلى نتائج مغايرة جدا لتلك التي يروجها ترامب إعلاميا. فقد قالت الصحيفة أنه لحدود الساعة لا توجد أي أدلة على انتشار فيروس كورونا من مختبر في ووهان رغم أن السلطات الصينية قامت بأبحاث مكثفة على وطواط قاتل، لكن لا توجد إشارات على أن الفيروس تسرب من المختبر. وتقول الصحيفة إن فريقا من الباحثين الصينيين قاموا ومنذ عقد من الزمان بإجراء أبحاث معمقة على الخفافيش أو الوطاويط والأمراض التي تحملها وتجولوا لهذا الغرض في كل أنحاء الصين، ودخلوا المغارات وألقوا القبض على الحيوان المسلح بأسنان حادة وأخذوا ما تبرز به. وقاموا بصيد الذباب والفئران التي تعيش قريبا من الوطاويط، وأخذوا عينات دم من القرويين الذين يصطادون الوطاويط للأكل أو لاستخدامها في تصنيع الأدوية، وعادوا إلى مختبرهم المتقدم جدا وسط الصين بعينات من الدم وقوارير. هذا وقد تمكن مراسلو الصحيفة الأمريكية من الوصول إلى أبحاث علماء ووهان من خلال 40 دراسة علمية أكاديمية تصف بشكل موسع وتوثق الجهود التي حاولت البحث عن علاقة الوطاويط بالأمراض التي انتشرت في الفترة الأخيرة داخل الصين، ولكن البحث كان محفوفا بالمخاطر، حيث يقوم الباحثون العلميون بتسهيل انتقال الفيروسات التي يحاولون منعها للإنسان. وفي الوقت الذي استبعد التقييم نشوء الفيروس بسبب أبحاث قام بها الإنسان أو نتيجة للتلاعب بالجينات، إلا أنه تردد في القول إن الفيروس لم يتسرب من مختبرات في ووهان التي كانت في مقدمة البحث العلمي العالمي حول الفيروسات ومسببات الأوبئة منذ عقد. هذا وخلص أحد المسؤولين إلى أن: "ما نعرفه أنه نشأ بشكل طبيعي ونعرف أنه جاء من ووهان ولكن هناك تكهنات، هل جاء من السوق؟ هل جاء من المختبر؟ لا نعرف".