يقصد بكبار السن من يتعدى عمرهم 65 عامًا، فطبقًا للإحصائيات يمثل من تتعدى أعمارهم 65 عامًا حوالي 72.5% من إجمالي الوفيات الناتجة عن الإصابة بمضاعفات المرض، وتمثل الفئة العمرية 45 – 64 سنة حوالي 23.1% من إجمالي الوفيات. ويجب على الذين تتعدى أعمارهم الثمانين توخي المزيد من الحذر، إذ ترتفع معدلات الوفاة إلى 15% من إجمالي عدد الحالات في هذه الفئة العمرية. * لماذا تزداد مخاطر الإصابة بالمضاعفات لدى كبار السن؟ على الرغم من عدم معرفتنا للأسباب المحددة، إلا أن أرجح الأسباب هي:
ضعف أداء الجهاز المناعي مع تقدُّم العمر، مما يؤثر على قدرة الجسم على مواجهة المرض. معاناة أغلب المسنين من أمراض مزمنة - سواءً كانت أمراضًا خاصة بالجهاز التنفسي أو غيره - مما قد يضعف من قدرة الجسم على التعافي. قلة المعلومات الصحيحة المتوفرة لديهم حول كيفية التعامل مع انتشار فيروس كورونا المستجد والطرق السليمة للوقاية منه.
* ما هي الإجراءات اللازمة لحماية كبار السن من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا؟ لا تختلف كثيرًا الإرشادات الأساسية الخاصة بحماية كبار السن من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد عن تلك التي يُنصَح بها للفئات العمرية الأخرى، وهي: الالتزام بتطبيق العزلة الاجتماعية والبقاء بالمنزل وعدم الخروج إلا للضرورة. ارتداء كمامة عند الخروج من المنزل. ترك مسافة لا تقل عن مترين بين الإنسان وبين من يحيطون به. تكرار غسل اليدين بالماء والصابون لفترة لا تقل عن 20 ثانية طوال اليوم، أو استخدام مطهر يحتوي على 70% كحول (على الأقل) في حالة عدم توافر الماء والصابون. تجنُّب لمس الوجه تمامًا. استخدام منديل لتغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس، والتخلص منه على الفور. تطهير الأسطح والأدوات المستخدمة باستمرار. استشارة الطبيب عند الشعور بالأعراض. ولأن كبار السن هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات، يُنصح لهم على وجه الخصوص بما يلي: تناوُل الكثير من السوائل للحفاظ على ترطيب الجسم وتجنب الجفاف. الحفاظ على غذاء صحي متوازن، وتناوُل الفيتامينات التي قد تساعد على تعزيز المناعة (مثل فيتامين ج وفيتامين ب)، ولكن بعد استشارة الطبيب. اللجوء إلى أحد الأقارب أو الأصدقاء الأصغر سنًا للحصول على الدواء من الصيدلية أو المستشفى في حالة الإصابة بمرض مزمن والالتزام بعلاج خاص به، ويمكن أيضًا اللجوء إلى خدمة التوصيل إن أمكن ذلك. تجنُّب الذهاب إلى الأسواق أو المحال التجارية لشراء الأغراض المنزلية قدر المستطاع، واللجوء إلى خدمة التوصيل المنزلي، أو الاتفاق مع أحد الأقارب أو مقدمي الرعاية على القيام بهذه المهمة كل فترة محددة، مع الالتزام بإجراءات الحماية أثناء اللقاء بهذا الشخص.
تأجيل زيارات الطبيب غير الضرورية، والاكتفاء بالمتابعة الهاتفية كلما أمكن ذلك. تجنب الزيارات المنزلية قدر المستطاع، واستخدام وسائل التواصل الأخرى بدلًا من اللقاء المباشر. قد لا يستطيع بعض كبار السن البقاء في المنزل دون مساعدة بسبب الحالة الصحية، لذلك يُنصح في هذه الحالة أن ينتقل للعيش بصورة مؤقتة في بيت أحد أقاربه الذي يمكنه متابعته ومساعدته عند الحاجة. يمكن أيضًا أن ينتقل أحد الأقارب للمكوث معه أثناء فترة العزل، أو أن يلجأ - في حالة إمكانية ذلك - إلى ممرض مستعد للبقاء معه أثناء فترة العزل وتلبية احتياجاته. يجب فصل الأدوات التي يستخدمها كبار السن عن تلك التي يستخدمها بقية أفراد العائلة، في حالة السكن تحت سقف واحد، ويفضل تخصيص غرف منفصلة لهم في المنازل. يجب تعريف كبار السن بالمرض وأعراضه وطرق انتشاره وكيفية الوقاية منه، وإمدادهم بالوسائل التي تمكنهم من متابعة الإرشادات أو التطورات من مصادر موثوقة. يجب الانتباه إلى الأعراض غير الشائعة للإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد، والتي تصيب كبار السن بشكل خاص، ومنها الإكثار غير المعتاد من النوم أو الامتناع عن الأكل أو إظهار اللامبالاة والارتباك، وأيضًا الشعور بالدوار وفقدان الوعي. * ما هي الإرشادات الخاصة بالتجهيز لفترة العزلة المنزلية؟ لم يُكتشَف بعد علاج أو لقاح لفيروس كورونا المستجد، لذلك قد تطول فترة العزلة الاجتماعية. ولهذا يُنصح بمساعدة كبار السن بالإمدادات قدر الإمكان وتجهيزهم معنويًا للمكوث في المنزل لفترات طويلة. وذلك عن طريق: التأكد من تخزين ما يكفي من الأدوية المزمنة حتى لا يضطر كبار السن إلى شرائها باستمرار مما يؤدي إلى مخالطة غير ضرورية. التأكد من تخزين كميات من الأطعمة الجافة التي لا تفسد بسهولة (بلا إسراف بالطبع) لتجنب الزيارات غير الضرورية للبقالة أو السوبر ماركت. تجهيز خطة رعاية مكتوبة يمكن اللجوء إليها في حالات الطوارئ، ويجب أن تتضمن: التاريخ المرضي. الأدوية التي يتناولها. قائمة بالأطباء المعالِجين وأرقام هواتفهم إن أمكن. قائمة بالأقارب الذين يمكن اللجوء لهم في حالة الطوارئ. يمكن الاستعانة بالطبيب أو أحد الأقارب لتجهيز هذه البيانات والتي يمكن اللجوء إليها عند الحاجة. قد لا يستطيع الكثير من كبار السن التعامل مع الأجهزة الإلكترونية بسهولة، لكن في ظل الظروف المستجدة الخاصة بالعزلة، يجب على أحد الأقارب أو مقدمي الرعاية مساعدتهم على تعلم التعامل الأساسي مع تطبيقات الاتصال المختلفة سواء بالفيديو أو إرسال الرسائل النصية على الهاتف أو التابلت. يجب أيضًا تشجيع أفراد العائلة على التواصل المستمر معهم حتى لا يشعروا بالوحدة. لوحظ ازدياد عمليات النصب الإلكتروني في الفترة السابقة بسبب زيادة الاعتماد على الإنترنت أثناء العزلة الاجتماعية. والحقيقة أن الكثير منها تستهدف كبار السن بشكل خاص، استغلالًا لتساهلهم في تدابير الأمن التكنولوجي. لذلك يجب تنبيههم إلى بعض الأمور أثناء التعامل على الإنترنت، مثل: عدم الإفصاح عن أرقام بطاقات الائتمان أو أية بيانات شخصية لأية جهة لا يوثَق بها تمامًا، سواءً عبر الهاتف أو الإنترنت. الحذر من العروض والتخفيضات على المواقع غير الموثوقة. عدم الضغط على الروابط أو الملفات المرسلة على مواقع التواصل أو واتساب من أشخاص مجهولين. حماية الأجهزة الإلكترونية باستخدام كلمات سر لا يسهل استنتاجها. الحفاظ على النشاط وعدم الركون إلى الكسل، وخاصة مع طول فترة الحظر. يمكن ممارسة بعض التمرينات أو الحركات البسيطة، أو يمكن الاكتفاء بالتجول في أرجاء الشقة لبعض الوقت. * كيف نحمي كبار السن من المخاطر النفسية والعقلية الناتجة عن العزلة الاجتماعية؟ على الرغم من أن العزلة الاجتماعية تعد أحد أنجع وسائل الحماية من الإصابة بفيروس كورونا، إلا أنه قد تم الربط بين العزلة أو التباعد الاجتماعي وبين زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب عند كبار السن، مما قد يؤدي بدوره إلى تدهور الجهاز المناعي، وارتفاع مخاطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا. لذلك يجب وضع ذلك في الحسبان أثناء هذه الفترة، والبحث عن الوسائل التي تساعد على إبقائهم منشغلين، وعلى الشعور بالتواصل والترابط. يجب على أفراد العائلة التواصل المستمر مع أهلهم وجيرانهم من كبار السن عن طريق الهاتف ومكالمات الفيديو، ومشاركتهم الأحداث والمستجدات اليومية. يمكن أيضًا القيام بزيارات منزلية كل فترة لكبار السن، وخاصة أولئك الذين يعيشون وحدهم للاطمئنان عليهم، مع الحفاظ على مسافة آمنة. يمكن الاطمئنان عليهم ومساعدتهم على الحصول على احتياجاتهم دون الدخول إلى المنزل، لتجنب إرهاقهم في تطهيره بعد انتهاء الزيارة. ساعد كبار السن من أفراد أسرتك على ممارسة هواية يحبونها لتمضية الوقت، مثل الخياطة أو الطهي أو القراءة أو الكتابة. تساعد مشاهدة التلفزيون أو الاستماع إلى الراديو (بصورة ترفيهية) في تناسي مشاعر القلق. يمكن لكبار السن المشاركة في مجموعات الدعم المختلفة المتاحة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تساعدهم على مشاركة مشاعرهم ومشكلاتهم، ومدهم بالنصائح والاستشارات المناسبة. ممارسة بعض التمرينات البسيطة تساعد على تحسين الحالة المزاجية، كما يحسِّن الصحة الجسدية. تربية حيوان أليف قد تساعد على التخفيف من الشعور بالوحدة، مع ملاحظة أنه لم تثبت حتى الآن إمكانية انتقال فيروس كورونا المستجد من الحيوانات الأليفة.