تحول باب النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالصويرة منذ أزيد من أسبوع إلى موقع لاحتجاجات آباء واولياء تلاميذ لم يدشنوا بعد موسمهم الدراسي ، إذ تحولت الساحة المقابلة لبناية النيابة إلى ساحة لتظاهر آباء التلاميذ القادمون من قرى وبوادي إقليم تتناسل مشاكله وتتعدد وتتكاثر كل عام … فبين خصاص تعرفه الموارد البشرية يقدر بأربعين استاذا في التعليم الابتدائي يشهد عليه استمرار فراغ عدد من الوحدات المدرسية من الأساتذة ، واختلالات يشهدها برنامج تيسير بإقليمالصويرة يحرم عدد من المستفيدين منه من مستحقاتهم ومنهم ولي التلميذ الحبيب بيباون من مجموعة مدارس الإمام مسلم بجماعة إيمي نتليت الذي لم يتلق فلسا منذ سنتين ، رغم كل ذلك لا يزال النائب الإقليمي متماديا في سياسة التجاهل واللا مبالاة . صاما آذانه دون صرخات من بإمكانهم سد الخصاص ، أساتذة يعتصمون على بعد أمتار من مكتبه منذ التاسع من أكتوبر الماضي يرفضون عقد عمل يصر عليه النائب يتضمن صيغة تعاقد لا تشرف أي مناد بالكرامة والعدالة . في الضفة الأخرى من الطريق يعتصم أساتذة سد الخصاص ، فبعد تنكر المسؤولين لجهودهم ، ومنهم من قضى سنتين مضحيا التضحيات الجسام دون تلقي أي مقابل لغاية كتابة هذه السطور ، متنقلا بين فرعيات إقليمالصويرة الشاسع الفارغة سادا الخصاص المهول للموارد البشرية التعليمية بها ، وبعد اشتغالهم موسما دراسيا كاملا ناهضين باختصاصات الأساتذة الرسميين ، مشتغلين وفق الغلاف الزمني الرسمي المخصص لهم ، وجدوا جميلهم يذهب سدى متنكرا له من قبل المسؤولين ، مسؤولون لا يعبأون إلا بالأوراق ، أوراق يصرون على ملئها وفق هواهم وتبعا لحساباتهم الضيقة التي لا تعير لآدمية وكرامة الإنسان أي اعتبار . في ظل هذه الظروف ، لم يجد واحد وثلاثون معطلا اشتغلوا خلال الموسمين السابقين في مهمة أطلقت عليها الوزارة سد الخصاص ليجدوا أنفسهم هذا الموسم في الشارع .لم يجدوا أمامهم إلا الاحتجاج . فغير آبهين بقساوة برد موسم مبكر الإمطار ، مفترشين الأرض ، ملتحفين السماء ، ورغم بدء ظهور أعراض مختلفة عليهم عجلت بنقل السيد صابر أبو الفضل يوم الاثنين الماضي إلى المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبدالله بالصويرة إثر إصابته بانهيار عصبي ، يستمر أساتذة سد الخصاص بالصويرة في التضحية بآخر، أغلى وأعز ما يملكون حياتهم وأرواحهم ، يواصلون اعتصاما مفتوحا أمام النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية حتى تلبية مطالبهم ، اعتصام دشنوه منذ التاسع من أكتوبر الماضي يستمرون من خلاله في إفناء زهرة شباب لهم امتصت العطالة أريجها فقط لإسماع صوتهم للمسؤولين ، مسؤولون يصمون آذانهم إلا عن أصواتهم التي تمجد كل شيء في هذا البلد مهما ساء .