لطالما رفعت الأطر الطبية وشبه الطبية العاملة بمستشفى "سعادة" للأمراض العقلية التابع لمندوبية مراكش، أصواتها مطالبة باتخاذ العديد من الإجراءات الإحترازية والوقائية الضرورية لمواجهة تهديدات فيروس كورونا للعاملين والمرضى على حد سواء، لكن آذان إدارة المستشفى ومعها المندوبية الإقليمية للصحة بمراكش تبقى مغلقة في انتظار وقوع كارثة لا قدر الله. مصادر نقابية من داخل المستشفى أكدت لأخبارنا المغربية أن أصوات الأطباء بهذه المؤسسة الصحية قد بحّت مطالبة بتحديد مسار واضح ودقيق للمرضى الجدد، وتوفير قاعة أو قاعات للعزل حماية للمرضى الآخرين على الخصوص، إلى جانب مطلب توفير معدات ووسائل الوقاية من الفيروس، من كمامات وقفازات ومواد تعقيم، حيث اقتصرت المعدات المذكورة منذ بداية العملية على صابونة "الحجرة" فقط لكل عامل، قبل أن يتم مؤخرا تزويد الأطر الطبية ب10 كمامات بصيغة أقرب "للتقسيط" ولا تراعي بتاتا التوجيهات الصحية الواردة في هذا الباب... مطلب آخر لطالما نبهت الأطر الطبية لخطورته في هذه المرحلة، وهو الحد من الزيارات العائلية في هذا الظرف لما قد تشكله من تهديد لسلامة الجميع داخل المستشفى. مطالب ورغم عدم "كلفتها" المادية، و أهميتها القصوى بالنسبة لسلامة المرضى والعاملين بالمستشفى المذكور إلا أن إدارة المستشفى تصر على تجاهلها في غياب تام لمندوبية الصحة... فهل ينتظر المسؤولون المذكورون وقوع "الكارثة" وانتشار الوباء وسط المرضى والعاملين للشروع في اتخاذ الإجراءات المذكورة خصوصا إذا علمنا أن الأطر الطبية والشبه الطبية تضع أيديها على قلوبها بعد دخول أحد المرضى دائرة شبهة الإصابة بالفيروس؟