يتداول بعض الأخوة التجار بتذمر شديد أسعار الدقيق والقطاني المرتفعة لدى المتاجر العصرية الكبرى بالمقارنة مع مالين الحوانت، كما يشتكون من الإقصاء الذي يطالهم على مستوى التزود بها إسوة بعمالقة السوق، حتى باتوا يعانون من شُحها في سوق قطاع تجارة القرب، بينما يلاحظون وفرتها لدى الطرف الآخر!! هذا الأمر نبهنا إليه مرارا وتكرارا، عندما كنا نحثهم على التعامل بالفواتير تحت طائلة قانون المنافسة وتحرير الأسعار. وعوض الإستعداد الجيد لتحقيق مضامين هذا القانون بما يؤهل القطاع لتحقيق التصنيف العادل للتجار، استأنسوا بالطرق التقليدية في التبضع من مزوديهم التقليديين! الذين هم أيضا لم يبادروا إلى الإنخراط في دينامية السوق بمفاهيمها الحديثة!! والنتيجة أنهم جميعا وقعوا في المطب! عندما تخلى عنهم "الكِبار" في هاته الفترة الحرجة، في حين استمر فيه تزويد المتاجر العصرية الكبرى بنفس الوثيرة رغم ارتفاع الأسعار لديها لما تشهده من إقبال نظرا لوفرة المعروض والعروض!! ولعل هذا ما أعاد إلى الواجهة موجة الغضب، ونفخ في رماد العلاقات "المضطربة" بين تاجر التقسيط وتاجر الجملة، عندما شل توافد المستهلكين على المتاجر الكبرى وتجار الجملة حركة مول الحانوت بحكم علاقات "الكبار" مع المنابع أو الشركات المنتجة!! لعل مالين الحوانت يستخلصون الدرس من جائحة كرونا، فيدققوا في معاملاتهم مع مزوديهم، وخير دليل عساهم يستشهدون به هو استمرار شركات الحليب والمشروبات مثلا في تزويدهم بنفس الوثيرة، بالإضافة إلى بعض تجار الجملة الذين انخرطوا في عصرنة مجال إشتغالهم، بما جعلهم يفيدون مول الحانوت ويستفيدون من وضعيتهم المتقدمة!!
ختاما راه خاصنا كاملين نتعاونو باش يتقاد السوق، ويتصفى، ماشي نشعلوها بيناتنا! وإلّا غادين يبقاو دائما مالين الحوانت هوما اللي تايخلصو التكلفة ذيال هاذ العشوائية، لأنهم الحلقة الأخيرة في سلسلة التوزيع!!