فيروس كورونا الذي ما فتئ يرعب العالم، لم يرق بعد، بحسب منظمة الصحة العالمية، إلى مستوى الوباء العالمي. ومع إن كثيرا من صفات الوباء العالمي تتوفر في كورونا، إلا إنه لن يدرج في هذا لتصنيف حتى تتوفر فيه صفات أخرى تشترك فيها الأوبئة العالمية.
تعرف منظمة الصحة العالمية الوباء بأنه "انتشار مرض بشكل سريع في مكان محدد"، أما الوباء العالمي (الجائحة) فهو انتشار الوباء بشكل سريع حول العالم.
ويجب أن يكون المرض معديا لتحقيق شروط وصفه بالوباء، فانتشار النوبات القلبية مثلا لا يعد وباء، كما إن وصف الوباء لا يعني بالضرورة إن المرض فتاك أو سيوقع الكثير من الضحايا.
كورونا الذي يحمل كثيرا من هذه الأوصاف، اقترب من تحقيق الشرط الأخير (الانتشار العالمي)، بعد إعلان إيطاليا، إسبانيا، لبنان، إيران، العراق، عمان، الكويت ودول أخرى تسجيل إصابات بالمرض مؤخرا، عقب تسجيله في الأراضي القارية الصينية، واليابان، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، وألمانيا، ودول أخرى.
وسجل مركز السيطرة والوقاية من الأمراض الأميركي CDC إصابات في 35 بلدا، لكن القائمة التي كان آخر تحديث لها صباح اليوم الاثنين، لم تعد دقيقة بعد تسجيل الإصابات في العراق ودول خليجية.
ومع إن انتشاره في هذا العدد من البلدان يعتبر كافيا من ناحية التفسير الجغرافي لوصفه ب"الوباء"، لكن أيضا يجب أن يكون "منتشرا" في الدول التي يصيبها، وحتى الآن اقتصر انتشار الفيروس الشديد على الصين بالدرجة الأولى، وكوريا الجنوبية، وإيران كما يبدو.
وفي حالة إيران، تتخوف الجهات الصحية العالمية من التكتم الذي فرضته هذه الدولة على معدلات انتشار العدوى، خاصة وإن الوفيات المعلنة لا تتناسب مع المعدل للعالمي للوفيات والإصابات.
كما أن دولا مثل العراق، التي تقيم تبادلا بشريا واسعا مع إيران، ولا تمتلك نظاما صحيا كفوا، وفيها كثافة بشرية عالية، قد تكون معرضة لمخاطر تكوين بؤر عدوى شديدة.
ولكل هذا تقول منظمة الصحة العالمية إن على العالم أن يتحضر لإعلان كورونا وباء عالميا (جائحة).
إذا أعلنت منظمة الصحة العالمية "وباء عالميا" فقد يكون لهذا تأثيرات جدية، ووفقا لخطة التحضير لانتشار الأوبئة، على الحكومات أن تقوم ب"تحريك كامل لنظامها الصحي، والمؤسسات، والعاملين الصحيين على مستوى الدولة لتوزيع معدات الوقاية الشخصية والأدوية".
وفقا لهذا، قد يكون إعلان الوباء تحديا هائلا أمام بعض الدول، مثلما حدث حينما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الوباء العالمي بعد انتشار فايروس. H1N1 في 2009
تعرض هذا القرار للانتقاد من بعض الدول التي أحست إنها تحملت أعباء غير ضرورية وصرفت ثروات على لقاحات المرض كما تسببت بحالة رعب "غير ضرورية" بينما كان الفايروس سهل الهزيمة نسبيا.
وقد يكون من بين التدابير أيضا، فرض قيود على السفر من وإلى المناطق الأشد تأثرا، أو إجبار العامة على اتخاذ تدابير وقاية غير معتادة مثل لبس الكمامات، الخضوع لحجر صحي عام أو فردي، والتلقيح الإجباري.