بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . أما بعد :
للمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة ، والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة مالا يعلمه إلا الله . ومنها أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله ﷺ ، فإنه لعن على معاصٍ غيرها أكبر منها ، فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة :
- ولعن شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله الخمر، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وآكل ثمنها." صححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 5091
- ولعن من غير منار الأرض ، وهي أعلامها وحدودها عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: كنت عند علي بن أبي طالب، فأتاه رجل، فقال: ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسر إليك؟ قال: فغضب، وقال: ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسر إلي شيئًا يكتمه الناس، غير أنه قد حدثني بكلمات أربع. قال: فقال: ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: قال: «لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثًا، ولعن الله من غير منار الأرض». اخرجه مسلم
- ولعن من لعن والديه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تبارك وتعالى عنه أنه قال: قال رسول ﷺ : ((لعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثًا، ولعن الله من غيّر منار الأرض)). رواه مسلم
- ولعن المصورين عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : ( لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَنَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَكَسْبِ الْبَغِيِّ وَلَعَنَ .الْمُصَوِّرِينَ ) رواه البخاري
- ولعن من عمل عمل قوم لوط عن الرسول ﷺ قال : ( لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ) رواه النسائي .
- ولعن من سب أباه وأمه قال النبي صلى الله عليه وسلم { لعن الله من سب والديه}
- ولعن من كمه أعمى عن الطريق عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لعنَ اللهُ مَنْ كَمَّهَ أعمى عنِ السبيل »
- ولعن من أتى بهيمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من أتى بهيمة فاقتلوه واقتلوها معه". قال : قلت له :"ما شأن البهيمة"؟ قال :"ما أراه قال ذلك إلا أنه كره أن يؤكل لحمها وقد عمل بها ذلك العمل".
- ولعن من وسم دابة في وجهها عن جابر رضي الله عنه قال : (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الضَّرْبِ فِى الْوَجْهِ وَعَنِ الْوَسْمِ في الْوَجْهِ.) . رواه مسلم (2116) .
- ولعن من ضار مسلماً أو مكر به عن أبي صرمة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ضَارَّ ضَارَّ اللَّهُ بِهِ. وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ» رواه الترمذي وابن ماجه.
- ولعن زوارات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسرج عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج". مسند الإمام أحمد (1/229)،
- ولعن من أفسد امرأة على زوجها ، أو مملوكاً على سيده عن النبي ﷺ قال: ((لعن الله من خبب امرأة على زوجها، لعن الله من خبب زوجاً على زوجته))
- ولعن من أتى امرأة في دبرها عن النبي ﷺ : " ملعون من أتى امرأة في دبرها " رواه الإمام أحمد 2/479 وهو في صحيح الجامع 5865
- وأخبر أن من باتت هاجرة لفراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح )
- ولعن من انتسب لغير أبيه عن عليٍّ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ...وَمَنِ ادّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنّاسِ أَجّمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَلاَ عَدْلاً.
- وأخبر أن من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه عن أبي هريرة يقول قال أبو القاسم ﷺ :( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه )
- ولعن من سب الصحابة عن النبي ﷺ قال -: ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين ) رواه الطبراني من حديث ابن عباس
- وقد لعن الله من أفسد في الأرض وقطع رحمه ، وآذاه وآذى رسوله ﷺ
- ولعن من كتم ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى قال ﷻ :( (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ)
- ولعن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات بالفاحشة عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه قال : قالت عائشة : رميت بما رميت به وأنا غافلة ، فبلغني بعد ذلك . قالت : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عندي إذ أوحي ، إليه . قالت : وكان إذا أوحي إليه أخذه كهيئة السبات ، وإنه أوحي إليه وهو جالس عندي ، ثم استوى جالسا يمسح على وجهه ، وقال : " يا عائشة أبشري " . قالت : قلت : بحمد الله لا بحمدك . فقرأ : ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ) ، حتى قرأ : ( أولئك مبرءون مما يقولون ) [ النور : 26 ] .
- ولعن من جعل سبيل الكافرين أهدى من سبيل المسلمين
- ولعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبس المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل عن أبي هريرة ، رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن المرأة تلبس لبسة الرجل والرجل يلبس لبسة المرأة " .
- ولعن الراشي والمرتشي والرائش ، وهو الواسطة في الرشوة عن النبي ﷺ :" لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ "
فلو لم يكن في فعل ذلك إلا رضا فاعله بأن يكون ممن يلعنه الله ورسوله ﷺ وملائكته لكان ذلك ما يدعو إلى تركه .
غفر الله لي ولوالدي وللمسلمين . - ورد هذا في كتاب الداء والدواء لابن قيم الجوزية ، وجمعت الأدلة من الكتاب والسنة .