أمام الانتشار الواسع لمحتويات "التفاهة" التي سار لها عشاق كثر، وتأييد منقطع النظير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يجني أصحابها الملايين "على ظهر" المغاربة، بطرق تطرح معها أكثر من علامة استفهام، حول الأسباب التي دفعت الملايين المتتبعين إلى دعم هذه المحتويات، التي تحقق ملايين المشاهدات، دون أن تقدم أي إفادة للمتلقي، أمام ما جرى ذكره، ارتفعت أصوات مطالبة بضرورة القطع مع هذه المحتويات، التي تستغل "جيوب" المغاربة من أجل تحقيق مكاسب مادية صرفة، بطرق فيها "استحمار" بين للمشاهدين. في هذا الصدد، استغرب عدد من المهتمين، "السكيزوفرينيا" التي يتخبط فيها عدد كبير من المغاربة، بسبب مواقفهم المتضاربة، وتفاعلهم الكبير جدا مع المحتويات "التافهة" التي تحقق نسب مشاهدات خيالية، مقارنة مع المحتويات الجادة التي تقدم إفادات ومعلومات قيمة للمتلقي، ولكن للأسف الشديد لا تلقى نفس القدر من الاهتمام والتفاعل، ما يعجل بطرح سؤال وجيه : "واش المغاربة ولاو تافهين لهاد الدرجة". المثير في هذه المحتويات التي انتشرت كالنار في الهشيم بين قنوات اليوتيوب، أن غالبيتها، إما عبارة عن مسرحيات "مفبركة"، تستحمر ذكاء المتلقي، أو أنها "دعاية" مؤدى عنها لفائدة أصحاب هذه القنوات، الغرض منها تحقيق "الشهرة" لمحلات أو علامات تجارية بطرق ملتوية، فيها كثير من الاستخفاف بعقول المشاهدين. خلاصة القول، أن المتلقي يبقى المسؤول الأول عن انتشار هذه "التفاهات"، بدعمه لها وحرصه اليومي على مشاهدتها بشغف كبير، وأن رقي الذوق العام لن يتأتى إلا بالقطع مع هذه "العادات" السيئة، فالوقت الذي يقضيه الكثيرون في مشاهدة فيديوهات "نبيا" أو "حادة" أو غيرها من القنوات ذائعة الصيت، يمكن استثماره في تغذية المعارف من خلال عدد كبير من المحتويات ذات القيمة العلمية الجادة والمفيدة جدا لتنوير العقول، وما أكثرها اليوم .. شاهد أيضا :