أعلن في قطاع غزة، فجر اليوم الخميس، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية واسرائيل، بعد نجاح وساطة قادها جهاز المخابرات العامة المصرية، في إيقاف التصعيد بين الجانبين، في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية إلى 34 شهيد و110 مصابا. وعاش أهالي غزة خلال اليومين الماضيين ساعات صعبة بسبب تواصل القصف الإسرائيلي على القطاع ورغبة الاحتلال في دفع الفصائل الفلسطينية إلى تصعيد عسكري وحرب مفتوحة، لتغيير قواعد اللعبة في القطاع عقب نجاح مسيرات العودة السلمية في كشف الوجه الفضيع لإسرائيل. وفي ظل التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تدخلت السلطات المصرية عبر اتصالات رفيعة المستوى، لوقع العدوان، حيث كثفت القاهرة من اتصالاتها لإقناع الجانب الاسرائيلي بضرورة وقف إطلاق النار ونزع فتيل الأزمة، وهو التحرك الذي لاقى ترحيبا في الشارع الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. ومع اشتداد فصول الأزمة، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، فجر اليوم عن الاتفاق على وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم الحركة، مصعب البريم، في تصريح صحفي إنه "تم التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وقد بدأ بالسريان مع الساعة الخامسة من فجر اليوم بالتوقيت المحلي (غرينتش +3)". وأكد البريم أن التوافق على وقف إطلاق النار تم تنفيذه وفقا "لشروط المقاومة الفلسطينية والتي مثلتها وقادتها حركة الجهاد الاسلامي". وكانت الحركة أعلنت ليلة الأربعاء، عن وضع شروط محددة "للقبول بوقف إطلاق النار مع إسرائيل". وقال الأمين العام للحركة، زياد النخالة، في تصريح صحفي إن "من شروطنا للتهدئة وقف إسرائيل للاغتيالات، ووقف استهداف مسيرات العودة الأسبوعية قرب حدود قطاع غزة، والتزام إسرائيل بتفاهمات كسر الحصار عن غزة" والتي جرت نهاية عام 2018 بوساطة أممية وقطرية ومصرية. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن العدوان الإسرائيلي الأخير خلف استشهاد 34 فلسطينيا، وإصابة 110 آخرين بجراح مختلفة. وقالت الوزراة في بيان مقتضب إن من بين الشهداء، 6 أطفال و3 نساء.
وشن الجيش الإسرائيلي، منذ فجر أول أمس الثلاثاء، عملية عسكرية على قطاع غزة، بدأها باغتيال بهاء أبو العطا، القيادي بسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي وزوجته. وردا على عملية الاغتيال، أطلقت فصائل فلسطينية، عشرات الصواريخ، باتجاه المدن الإسرائيلية، في عملية أطلقت عليها سرايا القدس، في بيان اسم "صيحة الفجر"... وشددت الفصائل الفلسطينية في غزة من لهجتها معلنة عبر ما يعرف ب"الغرفة المشتركة للفصائل"، أنها "ستكمل مشوارها في الرد على العدوان الإسرائيلي"، وفق ما نقلت وسائل إعلام فلسطينية. ومع تفجر التصعيد الحالي، سارعت مصر إلى إرسال وفد أمني في محاولة لوقف إطلاق النار، كما أدارت مباحثات مماثلة مع الفصائل الفلسطينية. وعادة ما تدخل السلطات المصرية على خط التصعيد العسكري بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية، من اجل وقف إطلاق النار والاتفاق على هدنة بين الجانبين. وبدخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ فجر اليوم تكون القاهرة قد نجحت مجددا في إقناع الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي بالعودة إلى اتفاق التهدئة ووقف التصعيد بين الجانبين. وكانت مصادر إعلامية فلسطينية قد أفادت بأن إقدام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، على التصعيد العسكري وشن غارات على قطاع غزة، مرده محاولته الخروج من أزمته الحكومية باستهداف الشعب الفلسطيني الأعزل. وأشارت إلى أن نتنياهو الذي يقود حكومة تصريف الأعمال، سارع إلى استثمار العملية العسكرية على غزة من أجل تحقيق أهداف سياسية، خلال ظرفية جد حساسة، بعد إخفاقه في تشكيل الحكومة مرتين، وتطلعه إلى أن يكون أحد الأعمدة الرئيسية للحكومة التي من المرتقب أن يشكلها خصمه بيني غانتس، كي لا تتجه إسرائيل إلى انتخابات ثالثة في عام واحد. وفي سياق تدبير الأزمة، قال منسق عملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، اليوم إن منظمة الأممالمتحدة ومصر، بذلتا جهودا كبيرة لمنع انجرار قطاع غزة نحو الحرب. وأضاف ملادينوف، في تغريدة له على موقع "تويتر"، في تعقيبه على التوصل لوقف إطلاق النار بغزة " عملنا لمنع تدحرج التصعيد الخطير في غزة إلى حرب". واشار إلى أن "الساعات والأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة"، داعيا جميع الأطراف إلى إظهار أقصى درجات "ضبط النفس لمنع إراقة المزيد من الدماء". واردف قائلا " الشرق الأوسط ليس بحاجة للمزيد من الحروب". ولم تعلق إسرائيل، رسميا، على أنباء وقف إطلاق النار، لكن الجيش الإسرائيلي أعلن عن تخفيف القيود المفروضة على تحرك السكان، في المناطق التي تعرضت لقصف صاروخي فلسطيني.