باحتفاليات "استثنائية"، وتظاهرات ضخمة على مدى شهرين، تجذب الرياض عبر موسمها الذي أطلقته هيئة الترفيه السعودية، أول أمس الخميس ويستمر الى غاية 15 دجنبر المقبل، أنظار المتتبعين والمهتمين بعوالم السياحة والترفيه والثقافة والفن. وقد سبق انطلاق هذه التظاهرة، التي تندرج ضمن الانفتاح السياحي للمملكة كأحد أهداف استراتيجية المملكة ل 2030، حملة ترويجية عبئت لها إمكانيات لوجيستية هائلة، ساهمت بشكل كبير ، وفق المراقبين والمتتبعين، في إنجاح حفل افتتاح " موسم الرياض" الذي تراهن عليه المملكة لاستقطاب عدد كبير من السياح والزوار محليا وإقليميا. وتحيل حمولة الإسم الذي تم اختياره لاحتضان حفل افتتاح هذا الموسم " موقع البولفار" على الزخم الذي توخى المنظمون أن يكتسيه هذا الحدث، الأضخم الذي تعرفه عاصمة المملكة العربية السعودية في تاريخها، وكذا رهانهم عليه، مع تظاهرات أخرى سابقة، كعنوان على سياسة الانفتاح التي تعد ركنا مهما من أركان رؤية 2030 للمملكة. وبالفعل، فقد كانت منطقة "البولفار" (تزيد مساحتها عن 400 ألف متر مربع) على موعد مع حفل افتتاح "ترفيهي" بامتياز، مع عروض متنوعة شملت بالخصوص فقرات من الألعاب النارية وعروض شارك فيها مئات من عارضي الأزياء، منهم أسماء عالمية معروفة، وعروض للدراجات النارية، وعربات استعراضية وغيرها. وتتماشى هذه التظاهرة مع "استراتجية" هئية الترفيه التي سبق لرئيسها تركي آل الشيخ أن أعلن عنها، والتي تتجلى معالمها بالخصوص، في جذب السياح، الذي ستحققه الهيئة من خلال "مزج الثقافات – العالمية والمحلية - في المجالات الترفيهية"، و"استهداف السياح كمرحلة أولى داخل المملكة من خلال المدن القريبة من الرياض ثم مدن المملكة بشكل عام، ثم الشرق الأوسط ومن مختلف أنحاء العالم". وبموازاة مع حفل انطلاق " موسم الرياض"، تم افتتاح عروض أخرى ب"البولفار"، منها "النافورة الراقصة"، التي يستمتع الزوار عبرها مع الخالدات من القطع الغنائية العربية (محمد عبدو وأم كلثوم ...) والدولية كذلك، ومنطقة المقاهي وسينما الهواء الطلق. وفضلا عن كل هذا، تضم منطقة "البولفار"، التي استقطبت خلال حفل الافتتاح آلاف من الزوار، فضلا عن المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكل أصنافها، عددا من المسارح، ومطاعم ومحلات تجارية تحتفي بماركات عالمية ..إلخ. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الكاتبة السعودية هدى الشمري إن "موسم الرياض وما يشتمل عليه من فعاليات ترفيهية وفنية لم تعهدها المدينة من قبل، يعكس وهجا ثقافيا وحضاريا تعيشه عاصمة المملكة. وكم كنا في حاجة إلى هذه اللحظة الاستثنائية التي ترتسم فيها معالم الجمال والتجديد وتعبر عن الهوية والحضارة في الآن ذاته". وأكدت أن المملكة ستكسب رهان التطور والانفتاح "الايجابي والمتدرج" على الأنماط الثقافية الجديدة والتعبيرات الفنية الخلاقة بفضل المواهب والطاقات التي تحفل بها البيئة السعودية ولاسيما من الاجيال الشابة والمقبلة التي سترسخ حياتها على وجود الفن كنمط ثقافي وحضاري، مبرزة الجهود الرامية إلى تعزيز الانفتاح الثقافي والجذب السياحي. وليس "موسم الرياض" إلا واحدا من المشاريع الترفيهية الكبرى المخطط لها ضمن رؤية المملكة، والذي تراهن عليها الهيئة المكلفة بقطاع الترفيه لخلق 250 ألف وظيفة دائمة في القطاع بحلول 2030. وفي هذا الإطار، سبق لتركي آل الشيخ، أن أكد في تصريحات صحفية بأن "موسم الرياض" وحده وفر، لحد الآن، 46 ألف وظيفة دائمة ومؤقتة للسعوديين. وتراهن المملكة من خلال خطتها التطويرية 2030 إلى تطوير صناعة الترفيه بالمملكة وتمكينها لتصبح مركزا دوليا للمناسبات والفعاليات الترفيهية الضخمة، وقاعدة مهمة للشركات والمواهب المرتبطة بصناعة الترفيه، وبيئة جاذبة للاستثمارات.