في مركز للتسوق جنوبالرياض تلقي امرأة تتسربل بعباءة سوداء ومعطف أسود منتفخ بكرات الثلج نحو ابنها الصغير الذي راح يقهقه تحت غطاء للوجه ويعيد الصبي في جذل قذف كرات الثلج في أمه. وعلى مقربة يقف أطفال يرتدون سترات الثلج زاهية الألوان يتصايحون تحت رذاذ من الثلج. ويصعد آخرون بتثاقل تلا من الثلج مع آبائهم قبل أن ينزلوا في تتابع من على زلاجات جليدية في أنابيب قابلة للنفخ. وتصرخ فتاة صغيرة وأسنانها تصطك قائلة "إنها تتجمد" حتى مع وصول درجة الحرارة في الخارج إلى 45 درجة مئوية. ولا توجد موسيقى لتغطي على أصوات مكيفات الهواء داخل مدينة ملاهي الثلج بالعاصمة السعودية عملا بالشريعة الإسلامية في المملكة. لكن في بلد تبقي فيه قواعد الأخلاق العامة على العزل بين الجنسين في معظم الأماكن العامة وتثبط النساء عن ممارسة الرياضة باعتبارها إثما فإن مصدر الجذب الحديث هذا والذي يختلط فيه الجنسان فرصة نادرة للسعوديين من جميع المشارب للترويح عن أنفسهم. وقالت بدور (19 عاما) التي تشع مرحا وتغطي وجهها لكن استبدلت عباءتها السوداء بسترة ثلج زاهية اللون "النساء هنا في السعودية محكوم انه نلبس عباية ونمشي. هنا شكل مختلف. أنت شايفة شلون (كما ترين) أريح وأحسن. وبالنسبة للمكان مرة (كثير) ممتاز انه مسموح لنا هذا الشيء (التزلج)." وفي المملكة المحافظة عروض الترفية والأنشطة البدنية محدودة للغاية لاسيما خلال شهور الصيف شديدة الحرارة وهو ما دفع الإصلاحيين بقيادة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى محاولة تغييره في إطار برنامج واسع النطاق لتحويل الاقتصاد والمجتمع السعوديين. * أسلوب حياة صحي أكثر تعهدت خطة (رؤية 2030) التي أعلنت في أبريل بإنشاء مقار ثقافية جديدة والدخول في شراكات ترفيهية وإيجاد مصادر جذب سياحي وبناء أندية رياضية أملا في تنشيط القطاع الخاص والإيعاز للسعوديين بإتباع أسلوب صحي أكثر. وتريد الخطة أن تستوعب الثقافة والترفيه ستة في المئة من إنفاق الأسر السعودية بحلول 2030 ارتفاعا من 2.9 في المئة حاليا. وتوجد مدن ملاه تستوحي أفكارا معينة لكن خلافا لمدينة الثلج يخضع معظمها إلى تحديد أوقات معينة لكل جنس لمنع اختلاط الرجال والنساء غير المرتبطين. ويتدفق كثير من السعوديين على دول الخليج المجاورة حيث الملاهي المائية وصالات التزلج متاحة منذ سنوات. وقالت نوال (20 عاما) "دام هنا فيه (بما انه أصبح لدينا) مدينة ثلج خلاص صاروا الناس هم ييجوا عندنا ويجذب سياح وناس. الحمد لله." ومدينة الثلج مشروع خاص لشركة العثيم للسياحة وللترفيه لكن حصل على مباركة واضحة من الحكومة التي أرسلت حاكم منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر آل سعود لافتتاح المنشأة. وقال مدير بمدينة الثلج إن نحو 1500 سعودي يزورونها يوميا. وأضاف "الناس يستمتعون. لذلك دعونا نستمتع… دعونا نجرب ذلك."