تم، اليوم الإثنين بالرباط، إطلاق أول مركز نموذجي للعلاجات الذاتية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، في مركز الوقاية والعلاج التابع للمنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا. وقالت رئيسة المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، نادية بزاد، إن المركز يقدم علاجات ذاتية من خلال وسائل لاختبار السيدا والأمراض المنقولة جنسيا، وسرطان عنق الرحم الذي يعتبر ثاني أهم أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان لدى النساء بالمغرب، ويقدم كذلك وسائل لتنظيم النسل عن طريق الحقن العضلي. كما أبرزت السيدة بزاد أن المركز يقدم وسائل لمنع الحمل ذات تأثير طويل الأمد، من أجل تجنب حدوث الحمل غير المرغوب فيه، معربة عن أملها في ان تصبح النساء فاعلات ومسؤولات عن صحتهن الشخصية. وأكدت على دور الحملات التحسيسية ووسائل الإعلام في التحسيس بالصحة الجنسية والإنجابية، مشيرة إلى أن المركز يستهدف بشكل أكبر الفئات الاجتماعية الهشة التي تعاني من مشاكل اجتماعية ونفسية تمنعها من التردد على المراكز الصحية. وقد تم بهذه المناسبة إطلاق أول تطبيق للتربية الجنسية والإنجابية للشباب. ويقدم التطبيق، الذي يتوفر في اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، أجوبة على كل الأسئلة المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية. وأبرزت السيدة مزاد، أن إطلاق التطبيق يأتي في ظل غياب المواضيع التي تعالج التربية الجنسية في المقررات الدراسية، واعتبارها من الطابوهات داخل البيوت المغربية. وأضافت ان هذا التطبيق الذي طوره تقنيون شباب وأطباء يهدف إلى محاربة المعلومات الخاطئة حول الصحة الجنسية والإنجابية، معتبرة أنه يدخل بدوره ضمن مبدأ الرعاية الذاتية. وقد عرفت جلسة إطلاق التطبيق حوارا حول مزاياه بين ممثلين عن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية من جهة، وبين الشباب الذين عملوا على تطويره. وكان الوفد قد قام بزيارة للمركز الصحي الملك بالرباط، حيث قدمت له شروحات حول الخدمات الصحية التي يقدمها المركز. وقد عرفت الزيارتان، اللتان نظمتا على هامش حفل الإطلاق الرسمي لاعتماد توصيات منظمة الصحة العالمية حول الرعاية الصحية الذاتية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية بالمغرب، حضور ممثلين عن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية. يشار إلى أن تنظيم حفل إعطاء الانطلاقة الرسمية لاعتماد هذه التوصيات يأتي في إطار لقاء يستمر على مدى ثلاثة أيام (16-17 و18 شتنبر الجاري)، ويروم مناقشة تنزيل المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الرعاية الذاتية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، باعتبارها وسيلة واعدة لتحسين صحة ورفاهية الأفراد والمجتمعات. كما يتوخى اللقاء تحديد المعايير التي تسهل اعتماد تدخلات الرعاية الصحية الذاتية على المستوى الوطني، وكذا مناقشة المقاربات وكيفية دمجها في السياسات العمومية والبرامج الصحية الوطنية. ويأتي هذا اللقاء عقب انعقاد الجمع العام لمنظمة الصحة العالمية في 24 يونيو 2019 بجنيف، والذي تم خلاله إقرار المبادئ التوجيهية المتعلقة بالرعاية الصحية الذاتية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية.