غريب امركم أيها المغاربة، تعيشون كل هذه الرفاهية يصلكم الماء حتى الصنابير، بل حتى عندما تلمسون زر إشعال الضوء يضيء المكان الذي تريدون الولوج إليه، هذا فقط غيظ من فيض من نكات حكومة العدالة والتنمية، التي لطالما أمنا بها ووعودها الوهمية، بداية بمشروعها الانتخابي ذو 8% في معدل التنمية، وإنتهاءا بكذبت حقوق الإنسان وحرية التعبير. لماذا لا يفرح المغاربة؟ سؤال لطالما راودني منذ زمن، فرغم موازين ومهرجانات الضحك والنشاط، إلا انك ستجد اغلب سكان هذه القطعة من العالم يشتكي من ضيق الحال وغلاء المعيشة وقلة فرص الشغل....بكاء طال حتى من يسمون أنفسهم بأصحاب المال والأعمال اعني الفئة المحظوظة في هذا الوطن، لدرجة ان بعضهم لا يقضي عطلته إلا خارج حدود بلده، ويود لو انه له آلة لتحكم عن بعد يستطيع بها ان يسير شؤونه المالية والاقتصادية من برجه العالي دون ان تلمس قدماه موطئ قدم الفقراء والمساكين. لماذا لا يفرح المغاربة؟ لأن الله إبتلاهم بحكومة لا تعرف كيف تنتج الثروة إلا من جيوب من إنتخبوهم، او من خلال الاقتراض الخارجي ليصبح هذا المغربي المسكين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عبدا لدى البنك الدولي بقراراته المجحفة في حق القطاعات الإجتماعية، بداية بالتعليم الغارق في المشاكل، دون أن ننسى الوظيفة العمومية، ناهيك عن الصحة....وهلم جرة. لماذا لا يفرح المغاربة؟ لأن حكومتهم لا تنصت لهمومهم وتسن ما يحلوا لها من قوانين منظمة مجحفة فصلت تفصيلا على مقاس أصحاب "الشكارة" ، وحتى إن اعترض أو ثار فليس له مكان سوى الأحكام القاسية أو السجون، حكومة لا تعمل إلا بمبدأ لا أريكم إلا ما أرى، بنمودج تنموي فاشل كرس البطالة واليأس في نفوس شباب، الذي أصبح يدمن المخدرات وحبوب الهلوسة أكثر من الماء. لماذا لا يفرح المغاربة؟ لأنهم لا يستطيعون ان يعبروا عن ما يجول في خاطرهم من أفكار وأراء، لأنهم لا يستطيع ان يثوروا في وجه من يقمعهم او يظلمهم، لأنهم لا يعرف أين الحل ومتى الحل؟ لأزمة عمرت طويلا، لأنهم تعبوا من الظلم وقلة الحيلة التي يرونها يوميا على شاشات الهواتف النقال، ذاك الذي طرد من بيته ظلما، وآخر طرد من عمله دون وجه حق....غياب العدل الحقيقي والمطلق بين الناس يفسد أكثر ما يصلح. لماذا لا يفرح المغاربة؟ لأن اغلبهم غارق حد الأذنين في ديون الأبناك او "مول الحانوت" او "مول الدار"،لأن ما يأخذونه لا يكفي لسد الحاجيات اليومية، وهذا ما كنا ننادي به من خلال الترفع عن ضرب القدرة الشرائية للمواطنين، حكومة خربت الطبقة المتوسطة بقرارتها المجحفة وجعلتها تعيش التسول من أجل ان تكمل الشهر أو تبيع ذمتها بالرشاوى والمحسوبية و يريدون في الأخير وطننا لشرفاء فقط. لماذا لا يفرح المغاربة؟ لأنهم لم يشاهدوا ما يفرح حيثما وليت وجهك لن تجد سوى مشاهد البؤس و"خلا ضاربوا"، بداية بالريف ونهاية بالاساتذة المتعاقدين الذين سالت دماؤهم دفاعا عن حقوقهم المهضومة، ليخرج رئيس الحكومة ويقول بأنه غير مسؤول عن ما حدث ولا علم له به، مضحك فعلا ما يقول حتى الأطفال في الشوارع يعرفون جيدا بأنك المسؤول الأول عن ما يحدث وسيحدث فلا داعي لتكذب علينا، وتصدر لنا وجهك المبتسم مع كل ازمة نعيشها. لماذا لا يفرح المغاربة؟ لأن هذه الحكومة سمحت بزحف الإسمنت على المناطق الخضراء، فلم يعد هذا الكائن المغربي يجد متنفسا له سوى بين الجدران، بل حتى المناطق الخضراء إصفرت نتيجة قلة المطر، رغم المخططات الخضراء والزرقاء، التي إستنزفت مالية الدولة دون تخطيط سوى في مخيلة من يسرونها، بينما من ينفدون لا يعرفون "الواو من عصا الطبال" في هذه المشاريع، فهم في الأول والأخير ليس سوى موظفين مأمورين ومغلوبون على امره فكيف سيقول لمديريه بأنهم مخطئون! لماذا لا يفرح المغاربة؟ لأن معدلات الجريمة إرتفعت واحساس الأمن لديهم انعدم فلن تجده يخرج حيثما شاء ووقتما شاء، فمع كثرت ظاهرة "التشرميل"، أصبح عدد السرقات بعدد شعر الرأس ولم يعد هناك مكان على وجه هذا الوطن إلا وأصبح بؤرة للإغتصاب أو "الكريساج"، بل حتى الاطفال لم يسلموا من بطش هؤلاء الجناة، كل هذا ليس سوى تحصيل حاصل للكبث والجهل وقلة الموارد المالية، نحن لا نبرر هنا الفعل الإجرامي ولكننا نحلل ونناقش فقط. لماذا لا يفرح المغاربة؟ لأن الإدارات ممتلئة عن آخره، وإذا ارادوا إستخراج ورقة إدارية واحدة يجب ان يصطفوا في طابور الإنتظار لساعات طوال، وإن أرادوا السرعة والفعالية فما عليهم إلا أن يحكوا جيبهم، او أحد معارفهم في تلك المصلحة هو من يقضي عنهم أغراضهم، دون ان ننسى مبدأ تكافؤ الفرص في العمل الذي ضاع مع كلمة "باك صاحبي"، وهلم جرة من الكلمات التي تجعل المواطن المغربي يفر من السياسة والنقابة ولا يؤمن بتاتا بشعارات ربط المسؤولية بالمحاسبة ودولة الحق والقانون.
هذه فقط بضع مواقف من ضمن أخرى كثيرة لن تسعها كل الكتب ولكن اخترت لكم فقط بعض التمظهرات البسيطة، لأقول لهذه الحكومة إذا بقي عندكم قليل حياء ارجوكم إبتعدوا عنا بسياستكم العمياء فلقد دمرتم هذا الوطن، ومازلتم مصرين على أرائكم الفاشلة التي تضرنا ولا تنفعنا في شيء اللهم في زيادة ترائكم وقلة حيلتنا معكم.