في سياق دولي وإقليمي يتسم بالتوتر على جميع الأصعدة الإقتصادية، السياسية، والعسكرية، وبعد تزايد الضغط على الجبهة الوهمية التي فقدت الكثير من "شرعيتها" لدى دول كانت حتى الأمس القريب من داعميها الأساسيين، وبعد الحراك التي تعرفه الجارة الجزائر وارتفاع أصوات جزائرية عقلانية تنادي بفك الإرتباط وبقطيعة إبستمولوجية مع "البوليساريو"، اختارت الأخيرة وكعادتها اللعب في الماء العكر وأطلقت حملة من خلال "الأبواق" الإعلامية المحسوبة عليها تنادي من خلالها بالحرب ضد المغرب. وجاءت تهديدات الجبهة الإنفصالية بشن حرب شاملة ضد المملكة المغربية، لتظهر مرة أخرى بالملموس جبن وضعف قياداتها(الجبهة) وعدم استيعابها للدروس. هذا، وأطلقت جميع المنابر المقربة من الجبهة ومن التيار المعادي للمغرب داخل النظام الجزائري "الحاكم"، ما أسمتها ب"الحملة الوطنية" لاستعمال القوة ضد المغرب وقطع أي حوارات غير مباشرة معه. واختار أصحاب الحملة، ألفاظا مثيرة ك"الكفاح المسلح" مثلا في محاولة منهم لدغدغة مشاعر اللاجئين في المخيمات، الذين ما فتئوا في الآونة الأخيرة يطالبون بحقوقهم ويحتجون ضد قيادة الجبهة التي وصفوها بالديكتاتورية والمتسلطة. ويأتي التهديد بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب، في وقت تعرف فيه المخيمات والشارع الجزائري غليانا كبيرا، وهو الأمر الذي يدفع بأي باحث أو متتبع أن يدفع بفرضية أو نظرية "ضربة المروحة"، حيث تحاول "البوليساريو" بإيعاز من الجزائريين تصدير أزمة الطرفين إلى المغرب وإلهاء الشارع الجزائري الصامد بمعارك "دونكيشوطية" هدفها الوحيد والأوحد لفت الأنظار عن المشاكل الداخلية التي تتخبط فيها الجزائر وصنيعتها "البوليساريو".