اتهم القيادي الاتحادي، محمد اليازغي، ووزير الدولة السابق، الجزائر بتصفية الوالي مصطفى السيد، مؤسس جبهة البوليساريو، لعدم اتفاقه مع استراتيجية جنرالات الجزائر الهادفة إلى زرع روح الانفصال في الأقاليم الجنوبية للمغرب. وقال اليازغي، خلال ندوة بسلا، الجمعة الماضي، ناقشت موضوع الصحراء المغربية، إن "الجزائر قامت بتصفية الولي مصطفى السيد، لأنه لم تكن له ميولات انفصالية". ونبه جنرالات الجزائر بالقول إن "من يدفع في اتجاه العودة إلى الحرب لحسم النزاع حول الصحراء المغربية، يدفع نفسه للانتحار لا أقل ولا أكثر"، معتبرا أن تهديدات البوليساريو المتكررة بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب هي "خرجات للمزايدة وللاستهلاك الإعلامي، تستعمل لتأزيم الأوضاع أكثر مما هي عليه في الوقت الحالي". ودعا اليازغي الحكومة والأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية الوطنية إلى الاشتغال المكثف على قضية الصحراء المغربية ما دامت مطروحة على طاولة الأممالمتحدة، مؤكدا أن "الوزن الدبلوماسي الدولي للمغرب والجزائر متساو، خصوصا عند الولاياتالمتحدة". واعتبر أن "المغرب قبل أن تكون جبهة البوليساريو هي الطرف المفاوض له حول الصحراء المغربية وليس الجزائر، تجنبا للحرب التي كانت ستكون مدمرة للبلدين، رغم أن الجزائر هي الطرف الحقيقي في موضوع الصحراء وليس البوليساريو". وأبرز أن الأزمات الدبلوماسية التي وقعت بين المغرب والجزائر سببها الموقف الجزائري المعادي للمغرب حول الصحراء، إذ تعاكس الجزائر الرأي العام المغربي، الذي يرى أن الصحراء جزء لا يتجزأ من الأراضي المغربية، وفي الوقت نفسه، تحتضن وتدعم البوليساريو التي تطالب بالانفصال عن المغرب. وفي تعليقه على أجوبة رئيس الحكومة، خلال الجلسة الشهرية الأخيرة بمجلس النواب لمناقشة موضوع "الجهود الدبلوماسية للحكومة لخدمة القضية الوطنية"، شبه القيادي الاتحادي قول عبدالإله بنكيران بقول قوم موسى "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"، معتبرا أن "الأداء الدبلوماسي للحكومة في القضية الوطنية شبه منعدم"، وأن بنكيران "لم يقو على صنع خارطة دبلوماسية جديدة، تساهم في نصرة مغربية الصحراء". يشار إلى أن تيار "خط الشهيد"، المنشق عن البوليساريو يتهم جنرالات الجزائر وأتباعهم في قيادة البوليساريو باغتيال الوالي مصطفى السيد، الذي قتل في محواة هجوم على نواكشوط، بموريتانيا، سنة 1976. ويهدف التيار، المعارض لجبهة البوليساريو، إلى إيجاد حل عاجل للنزاع المفتعل، ويدعو كل الصحراويين، سواء منهم المقيمون داخل التراب الوطني أو أولائك المحتجزون في مخيمات تندوف، إلى قراءة نص الحكم الذاتي الموسع، الذي اقترحه المغرب لحل النزاع، وموافاته بتقرير يبين موقف الصحراويين، معتبرا أن تعطيل المفاوضات من طرف البوليساريو محاولة جديدة لحرمان الصحراويين من حقهم في الاختيار، الذي يضمن لهم حقوقهم وكرامتهم كمواطنين لا كعبيد للفكر الأوحد والمتفرد وللاختيارات المزاجية.