بنكيران الذي فكر كثيرا في مغادرة حزب العدالة والتنمية، لأنه لا يشرفه الانتماء لحزب أمانته العامة تتخذ قرار التصويت لصالح مشروع القانون الإطار لمنظومة التربية والتكوين..، أطرح عليه سؤالا مباشرا: لو كنت رئيسا للحكومة في هذه الظرفية مكان أخاك العثماني، هل كنت ستصوت لصالح مشروع القانون الإطار !؟ إن الإجابة عن هذا السؤال المباشر، تدفعنا للحديث، بطريقة أو بأخرى، عن الفترة التي قضاها بنكيران على رأس رئاسة الحكومة، من خلال بعض فتراتها العصيبة.. أكيد اليوم بنكيران الذي يفكر في الاستقالة من البيجيدي، والذي يلوم إخوانه، كان سيدافع باستماتة الآن، وفي هذه الظرفية بالذات، عن مشروع القانون الإطار وبكل ما أوتي من بصيرة وقوة، على مواده المثيرة للجدل، التي خلقت سجال قوي بخصوص لغة تدريس المواد العلمية.. والتي أعادت طرح مسألة مجانية التعليم، وغيرها من القضايا المصيرية المرتبطة بستقبل منظومتنا التربوية..
بنكيران المتأسف اليوم، الذي يعاتب إخوانه اليوم في البيجيدي، ربما نسى أو تناسى لست أدري، القرارات المجحفة التي كان يدافع عنها ويفتح لها الطريق شمالا وجنوبا، وقت كان رئيسا للحكومة، ولابأس أن نذكره ببعضها، لعل الذكرى تنفع المؤمنون، وأبرزها مدافعته القوية عن إصلاح صندوق التقاعد، الذي جاء على
حساب الطبقة الفقيرة، والتصويت لصالحه، على الرغم من الانتقادات والردود الغاضبة الكبيرة التي تلقاها أنذاك، وغيره من القرارات التي دافع عنها وهو مكره ومضطر لاعتبارات يعرفها هو..
إذن اليوم ديماغوجيتك لن تنفعك واستقالتك من حزب البيجيدي، لا أعتقد أنها ستؤثر فينا اليوم، فلن ولم تضرنا في شيء، ولا أعتقد أنها ستضر بإخوانك ولن تنفعهم، الذين على العكس من ذلك خرجوا ليقولوا لك أن عليك احترام قرارات المؤسسات، والقرارات الفردية لا تعكس ما نصبوا إليه ولا تفيد بشيء..
فنصيحتي إليك عد إلى بيتك، خيرا لك. فالسياسة لم تعد في حاجة إليك، فاكمل استقالتك منها بشكل قطعي..!!