في السنوات الأخيرة أصبحت "فرضية النظافة" عذر مقبول لعدم المبالغة في تنظيف المنزل، لأن العديد من العلماء يعتقدون أن القضاء على كل الجراثيم في المنزل يؤثر على مناعة الأطفال.تقول هذه النظرية المتعارف عليها إن عدم تعرض الأطفال للميكروبات العادية يمنع أنظمة المناعة لديهم من التطور كما يجب، الأمر الذي يمكن أن يفسر الارتفاع الكبير في الربو والحساسية. وتحدث العلماء عن هذه النظرية منذ العام 1989 في المجلة الطبية البريطانية. لكن الآن يقول علماء الأحياء المجهرية إن هذه النظرية خاطئة، إذ يخلص تقرير علمي جديد، اعتمد على دراسة أبحاث منذ أكثر من 20 سنوات، إلى أن نتائج فرضية النظافة غير صحيحة ولا تدعمها الأدلة. وقالت سالي بلومفيلد، أستاذة فخرية في كلية لندن للصحة والطب إن "النظرية التي تتحدث عن ضرورة التعرض للجراثيم الكامنة لتنظيم الجهاز المناعي صحيحة. لكن القول ان الأطفال الذين يعيشون في منازل فائقة النظافة يكونون أكثر عرضة للأمراض أمر غير منطقي ويفتقر إلى الأدلة". من جهتها، قالت الدكتورة روزاليند ستانويل سميث إن "الحساسية والأمراض الالتهابية المزمنة هي قضايا صحية خطيرة وحان الوقت لنتحدث عنها". واعتبرت ان النظريات القديمة التي تتحدث عن النظافة والجراثيم "غير حكيمة وتصرف الانتباه عن إيجاد الحلول العملية والأسباب الحقيقية التي قد تكون أكثر تعقيداً".