صوم رمضان من الشهور القمرية التي أوجب الله فيها الصيام بالدين الاسلامي، وهو فريضة على المسلم وركن من الدين على الانسان البالغ العاقل، وتستوجب في الصوم الطهارة الجسمية والنفسية، من الحدث والخبث والامساك عن الأكل والشرب من آذان الصبح، الى آذان المغرب حسب التوقيت المحلي . ويجسد الشهر الدورة الفضائية من الدورة القمرية للكرة الارضية من دورتها السنوية، التي تجعل مدار الصوم الشهري يدور من السنة مدار أزمنة الجيل من الفضاء الكوني، أي أنه شهر مدار فضائي من السنة دائم الدوران من الفصول والأيام الفضائية، ومن تم تختلف رؤيته بالعين المجردة من قياس الزمن الفضائي من سطح الارض باختلاف الموجات الضوئية من الجهات الفضائية من كوكب الارض. بل هناك من يصومه صيفا، وهناك من يصومه شتاء، وآخرون يصومونه اعتدالا من الصيف والشتاء .
صوم رمضان :
الصوم في الدين الاسلامي من شهر رمضان، له أحكام من الشرع والدين، يرخص للمسافر وإن من رحلة فضائية، والمريض ولو من تخمة أكل، والمرأة النفيسة والحائضة من الدورة الشهرية، ويرفع عن الطفل الغير البالغ، والمجنون الغير العاقل، كما يرفع الفرض عن المسن الغير المتحكم في طهارته، مادام الدين يتوقف على الطهارة والصحة الجسمية والعقلية .
فوائد الصوم :
الصوم فضلا عن وجوبه الديني، الذي يجمع بين الطاعة المعنوية والخلقية بين الانسان وخالقه، فإن له فوائد صحية ونفسية للجسم البشري الغير المعلول، حيث تكون دورته السنوية بالنسبة للصحة البشرية، كالدورة الطبيعية من الفصل الخريفي، يتخلص فيها الجسم من بنية جسمية اتمت الدورة السنوية، كي يعيد تجديد البنية من عام آخر، وهكذا كانت دورة الحياة عند الجنس البشري الذي يتغذى ويعيش من انتاج الطبيعة، البعيدة من مركبات المواد الغذائية المحولة أو المعدلة، والتي أثرت على الجسم البشري من دورته الطبيعية، وخلقت في جسمه عللا مرضية مزمنة مرتبطة بالتغذية، من خروج التغذية عن قواعد البيت اليدوية، الى وجبات الشارع التجارية، ومن أوقات مفتوحة وجارية على مدار اليوم، تعلو الأكلات المعروضة النكهة المغرية، والتي تلفت الرؤية، وتنجذب نحوها الشهية، من طيب النكهة المشجعة على العروض الاستهلاكية .
شهر رمضان بالمغرب :
يتميز صوم رمضان بالمحيط الاجتماعي في المغرب بالطيبة الروحية من المعاملة التي تسود عموم الساكنة، حيث تنخفض ساعات العمل الادارية بمقدار ساعة ونصف عن الايام العادية من السنة، كما يقصد العموم من مختلف الأعمار المساجد من أوقات الصلاة ، التي تنشط فيها دروس الوعظ الديني، الذي يدعو الى عمل الخير، ونبذ الكراهية، والتواصل الروحي بين العموم، كما تحترم نوادي السهر الليلية الشهر الفضيل، وتعطيل الخدمات، حيث يدخل المستخدمون في شهر العبادة والصيام .
ولعل الطابع المميز للمغرب بهذا الجو الروحاني هو أن المغرب أغلب سكانه من المسلمين، كما أنه بلد أمير المؤمنين، الذي يحيي الشهر الكريم بمناسك دينية فريدة في معناها الروحي، ومبناها الاسلامي، يقوم خلالها بإحياء السنة العمرية وإعطاء انطلاقة القفة الرمضانية، الموجهة الى العائلات الفقيرة والمعوزة عبر جهات المملكة، كما يسهر أمير المؤمنين جلالة الملك على الدعوة الى تنظيم الدروس الحسنية الرمضانية بالقصر الملكي، مرفوقا بالأمراء وبحضور أعضاء الحكومة ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين بالبرلمان ومستشاري جلالته، ومشاركة أعضاء المجلس العلمي الأعلى، وإلى جانبهم ممثلي المجالس العلمية المحلية، وسامي الشخصيات الرسمية المدنية والعسكرية، بالإضافة الى دعوة مشاركين دوليين في هذه الدروس الرمضانية من جامعات دولية ومعاهد إسلامية، تختتم بختم صحيح البخاري من إحياء ليلة القدر المباركة .
التسامح الديني من شهر رمضان :
يعرف عن المغرب من سالف العصور تشبثه بالحنفية السمحة، في تعامله مع الديانات السماوية، من منطلق الأحاديث القدسية، ونشر تلك المعاملة من وسط الساكنة، وهو ما يتجلى من شهر رمضان المبارك، حيث تتخلل الشهر الكريم مائدة إفطار رسمية يدعى إليها ممثلون عن الطوائف الدينية بالبلد، للمشاركة في تناول وجبة إفطار رمضانية، التي تبتدئ عند رفع آذان المغرب من يوم الصيام، فضلا عن نسج علاقات تسامح ديني، وتقوية الأواصر البشرية بين أهل الديانات السماوية بالمحيط الاجتماعي والدولي .
التوعية الصحية من شهر رمضان :
خلال شهر الصيام تنشط المصالح الصحية عبر البرامج الاعلامية، وعمل جمعيات المتابعة الصحية الاجتماعية لأحوال الساكنة، خاصة الموكول اليها مراقبة صحة مرضى السكري، حيث يجري بعد تناول وجبة الافطار مراقبة مستوى السكري في الدم، والضغط الدموي من الجسم، فضلا عن تقديم نصائح وإرشادات خاصة بالتغذية والحمية من الصوم .
ويعود الاهتمام والتركيز على هذا الجانب الصحي، كون شهر رمضان ترتفع فيه نسبة الاستهلاك من السكريات والذهنيات واللحوم، في فترة ليلية من اليوم، يكون فيها الجسم في حاجة الى الراحة من العمل والصوم، والذي يستوجب مراعاة عدم الاكثار من الطعام والتقليل من السهر الليلي الذي ينعكس على نفسية الصائم من النهار، خاصة عند المتعصبين من العلاقات البشرية بالأسواق والأماكن العامة في أجواء الصيام ، والتي يرجعها العموم الى حالة الغضب التي تكتسح المصابين من مرضى السكري، أو حالة الانقطاع عند المدمنين على التدخين من السهر الليلي .
وأخيرا فإن تغذية الصائم خلال شهر رمضان، قد حددها ونظمها الشرع الاسلامي في وجبة فطور بعد غروب الشمس، وأخرى من السحور بعد مطلع الفجر، والوجبتان تسدان حاجة الصائم اليومية، عوض ثلاثة وجبات في اليوم لأيام الفطر .