هذه رسالة وجدتها تعليقا على تعزية لذوي ضحايا مسجد نيوزيلاندا نشرت بالإنجليزية في أحد المواقع، رأيت أن أنقلها إلى العربية. من بطل في نظره أو سفاح في نظركم.
أيها المسلمون!
سيقولون عني في الغرب: مختل عقليا، ارتكب جريمة معزولة، لا يمثل إلا نفسه، نحن في بلدان عريقة في احترام حقوق الحيوان بله الإنسان، سيقولون ويقولون....
ولكني ارتكبت ما ارتكبت وأنا سليم العقل، وقد صورت عملي البطولي حتى لا أترك لهم الفرصة للتحايل والتستر على البطولة الغربية في أعلى تجلياتها، ولي في ذلك أسوة حسنة في جميع بلداننا من قادة وساسة ورجال دين وأساتذة جامعيين وفنانين وعوام، وورائي قادة وأبطال ينتظرون الفرصة لأداء أدوارهم البطولية!
وقد رأيت ان أخاطبكم بهذه الكلمة التي استعرت عنوانها من خطاب الشيطان الذي سيلقيه على البشرية في المحكمة الإلهية كما ورد في قرآنكم سورة إبراهيم، الآية:24.
نعم، لا تلوموني فما سفكت غير قطرة من دم تسفكونه أنهارا كل يوم!
هل نسيتم العشرية السوداء في بلدكم؟ ما حجم (جريمتي) في بحرها؟
ألم تسفك الدماء في رابعة، وشويت فيها الجلود وجرفت فيها الجثث؟
وليبيا ألم ترتو رمالها من دماء أبنائها حتى فاضت بها؟ وما زالت الدبابات في الأرض والطائرات في السماء تبحث عن المزيد!
لو سألت هؤلاء الأشاوس: ما تطلبون بأعمالكم هذه؟ لأجابوا: محاربة الإرهاب، ونشر السلام والمحبة!
ذاك ما أطلبه أنا أيضا، وهل أنا إلا تلميذ لهم؟ ألم نؤمر من قبل حاكمكم بمراقبة مساجدكم عندنا؟ فها أنا ذا فعلت، والله يتولى جزائي!!
تقولون: حرب صليبية جديدة، وقد استمرت القديمة ما يقرب من مائتي عام فلم يقتل فيها ربع ما قتل في الثماني سنوات الأخيرة من قبل حكامكم الذي تصلون الليل بالنهار في الدعاء لهم!!
ولو سألت أولئك الذين أرحتهم من عناء الغربة: لم هجرتم بلدانكم وزاحمتمونا في بلداننا؟ لقالوا: اعتدى علينا حكامنا وظلمونا في بلادنا واغتصبوا حقوقنا وذبحوا أولادنا وسجنوا إخواننا، فارتحلنا عنهم طلبا للسلامة والراحة والحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية!
حمقى! حرمتم الحياة الكريمة في بلادكم وطلبتموها في بلدان عدوكم!
أكرموا أنفسكم واحترموا آدميتكم يحترمكم غيركم.
ألم يقل شاعركم الحكيم: "ومن لا يكرم نفسه لا يكرم"؟ فلا بشعركم اتعظتم ولا بقرآنكم اعتبرتم!
لا تلوموني ولوموا أنفسكم.
هذا، ويعجبني قدر ما يدهشني سكوت العلمانيين من بني جلدتكم الذين تضامنوا مع لعبة شارلي وشمهروش وغيرهما من مسرحيات مفبركة طار بها الإعلام ولم يقع يعجبني ويدهشني سكوتهم عن التنديد بهذه البطولة والعمل الخالد، والتضامن مع ضحاياه!!