وانت دايز.. طُل علينا.. شوفنا واش احْنا لاباس. فقد انهارت قدرتي الشرائية أخيرا. وهي ترقد الآن في قسم الإنعاش. أنصحك بزيارتها قبل أن تسلم الروح لباريها. خذ لها معك قنينة ماء وعلبة حليب خالي الدسم. ولا تبك أمامها رجاءً. يمكنك البكاء بمرارة على قدرتي الشرائية المنهارة، فقط بعد أن تخرج من غرفتها. حكومتي منشغلة بما حدث، فهي تتصل باستمرار لتعرف ما إذا كانت قدرتي الشرائية قادرة على الصمود. ولكن، إلى متى الصمود؟ أعطوني آذانكم وأعيروني انتباهكم. بعد اجتماع مسؤول مع أسرتي، تم فيه تدارس الوضعية المأساوية لقدرتنا الشرائية. لذلك أقرأ لكم البيان التالي: أنا المواطن الواقع أدناه، قررتُ نهج سياسة التقشف بسبب تفاقم عجز الميزانية وشح السيولة. فهامش مناورتي لسد العجز صار ضيقا للغاية، لا سيما في هذه الظرفية الحرجة. كما أن اللجوء إلى الاقتراض من الأقارب لا يمكن أن يكون حلا عمليا بسبب تضخم البروستات عند خالي الذي دأب على تسليفي. لذلك سأعمل على تخفيض نفقات الاستثمار من خلال تنفيذ الإجراءات التالية: أولا، عدم مرافقة أطفالي إلى حديقة الحيوانات وإقناعهم أو ضربهم لإجبارهم على مشاهدة الحيوانات المفترسة على قناة ناشيونال جيوغرافي. ثانيا، إشعار أطفالي بمقدار المبالغ التي ستُقتطع من مصروف جيوبهم، اعتبارا من هذا الشهر. ثالثا، جلوسي بالمقهى مرة واحدة في الأسبوع وليس يوميا كما كان معمولا به سابقا. رابعا، إسقاط الموز والتفاح والإجاص والخوخ من لائحة المشتريات اليومية والإبقاء على الخبز والتمر بوزكري لأنه مدر للبول ويقي من الإصابة بالقبض. خامسا، إطفاء جميع الأضواء والاكتفاء بالضوء الذي يأتي من نافذة جاري. سادسا، منع استهلاك اللحوم منعا كليا بأنواعها البيضاء والحمراء. سابعا، تسجيل أطفالي في مدرسة المخزن وإبعادهم عن التعليم اللصوصي. ثامنا، عدم شراء أية أحذية جديدة، لي ولأطفالي وزوجتي، والاستمرار في انتعال الأحذية القديمة رغم الثقوب الواسعة التي ظهرت عليها. تاسعا، قطع العلاقات مع الأقارب والجيران لمنع الزيارات المُكلفة. عاشرا، في حالة المرض، عدم اقتناء أية أدوية والإكثار من الاستغفار.. والله الموفق والمستعان.