تخلق العلاقة بين الأدب والفلسفة إشكالية كبيرة كانت ولاتزال قائمة حتى يومناهذا، فأغلب أساتذتنا الذين يدرسون مادة الفلسفة بالتعليم الثانوي التأهيلي بالمغرب يستعملون في تصحيحهم لإنتاجات المتعلمين حول قضية فلسفية عبارة" أسلوب إنشائي أدبي"، منذ متى أصبحت الفلسفة منعزلة عن الحقل الأدبي؟؟ ولنا في هيرقليس وبارميس خير دليل حيث كان الأدب يتماهى والفلسفة والواو واو معية هنا طبعا، لا وجود لهذه القطيعة الإبستمولوجية التي وضعها فيلسوف المثل أفلاطون على اعتبار أن الفلسفة مبحثها الحقيقة والأدب هو يحاكي عالما مزيفا وتلميذه أرسطو اتبعه في ذلك بلباس خفي غير ظاهر للعيان، لا يظهر ذلك إلا للباحث الذي تمحص وتفحص فن الشعر وإسكات أرسطو لموقفه الأفلاطوني تجاه نظره للعلاقة بين مفهومي الأدب والفلسفة، ظاهر في حديثه عن المحاكاة بشكل أكبر فتجد العنوان قد خرق أفق انتظارك كمتلقي حسب ياوس وأيزر، فقد عارضأرسطو أستاذه في كل شيء إلا في هذه النقطة، فكان ينتصر للفلسفة على حساب الشعر حتى وإن تحدث عن الشعر بطريقة محتشمة جدا واعتبر أن وظيفته تتجلى في تطهير المجتمع فهو وسيلة لا غير، وبذلك يكون أغلب أساتذتنا الذين يدرسون المادة المذكورة أعلاه يجسدون بشكل خفي البراديغم الأفلاطوني بوعي أو بدون وعي في أغلب الحالات، لكن مع نيتشه ستقلب الموازين حتما حينما عاد لقراءة الإنتاج الإغريقي ما قبل سقراط لتعود الفلسفة إلى حضن الأدب ويرجع الأدب إلى وطنه الأصل الذي هو الفلسفة مع العديد من المؤلفين الذين بهذا العظيم نيتشه وأذكر مثلا لا على سبيل الحصر: ألبير كامو/ كافكا/ دوستويفسكي /تشيخوف/جبران خليل جبران...