ترددت أنباء على مواقع التواصل الإجتماعي ومواقع إلكترونية يومي الجمعة والسبت بشأن وفاة الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" وكان سبب تناقل الخبر السريع هو نشر مدون فرنسي يدعى "آلان جوليس" خبرا مفاده حصوله على معلومات من مصادر طبية ب"سويسرا" حول وفاة "بوتفليقة" بمصحة نقل إليها لتلقي فحص معمق. وقال "جوليس" وهو باحث سابق في جامعة "السوربون" في "فرنسا" على مدونته مساء الجمعة أنه "حسب مصادر طبية تحدثت إلينا من سويسرا فإن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي وصل الخميس إلى مصحة بسويسرا لتلقي فحوصات معمقة يكون إلى غاية كتابتنا هذا الخبر الموجز ميت سريريا". وأوضح "جوليس" في نفس السياق أن "الأمور يتم تحضيرها في الجزائر قبل الإعلان الرسمي للخبر". وأضاف في نهاية الخبر "لا نستطيع لحد الآن نفي أو تأكيد المعلومة" كما أنه لم ينشر معلومات إضافية حتى الساعة حول القضية. وجاء تداول هذه المعلومات ساعات فقط بعد إجراء الرئيس الجزائري لتعديل حكومي، عين بموجبه الإثنين الماضي مدير حملته الانتخابية السابق "عبد المالك سلال" وزيرا أولا خلفا ل"أحمد أويحى" كما أجرى تغييرا في وزارات عديدة مستثنيا أهم الحقائب الوزارية. ولم يظهر "بوتفليقة" خلال تعيين الوزير الأول الجديد أو خلال تقديم استقالة الحكومة السابقة واكتفت رئاسة الجمهورية ببيانين الأول أكدت فيه تعيين وزير أول جديد والثاني تعيين أعضاء الحكومة الجديدة. وانتشرت هذه الأخبار بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام الإلكترونية ليلة الجمعة، حيث غذى الصمت الرسمي تناقل الإشاعات وضبابية الموقف وسط دهشة في الشارع الجزائري. وتجاهلت وسائل الإعلام الرسمية هذه المعلومات حيث أذاع التلفزيون الرسمي في نشرته الرئيسية على الساعة الثامنة مساء الجمعة بالتوقيت المحلي "برقية تهنئة من الرئيس بوتفليقة إلى نظيره البرازيلي بمناسبة العيد الوطني لبلاده" مما اعتبر ردا غير مباشر على ما نشر حول صحة "بوتفليقة" رغم أن ذلك ليس في مستوى رد ينفي ما يتم تداوله. ونشر موقع "الجزائر 1" المعروف بقربه من الدوائر الحكومية صبيحة السبت نفيا لهذه المعلومات في مقال تحت عنوان "الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة: إشاعات غير مؤسسة". وأكد الموقع الذي نشر سابقا خبر التعديل الحكومي قبل وسائل الإعلام الرسمية نقلا عن مصادر حكومية أن المعلومات المنشورة "إشاعات من بين أخرى هي موضوع حديث الصالونات". وأوضح "هذه الإشاعات تعتبر مسيئة للكرامة الإنسانية لأنه لا يصح إعلان وفاة شخص هكذا ونحن مسلمون". وقدم الموقع أدلة لدحض ما نشر بالتأكيد "أن رئيس الجمهورية يقوم بعمله بشكل عادي واتصل صبيحة الجمعة بالوزير الأول الجديد هاتفيا كما أنه سيستقبل يوم 11 شتنبر الجاري رئيس الوزراء القطري الذي سيقوم بزيارة للجزائر وكذا الأمر بالنسبة لوزير الدفاع الإيطالي ووزير المالية الكويتي اللذان سيحلان الأسبوع القادم بالجزائر". وشكك الموقع في نوايا من نشر هذه "الإشاعات" بعد يومين من إجراء تعديل حكومي متسائلا "هل هي رد للمحبطين من ذلك؟ هل مصدرها مخابر؟ هل نحن أمام محاولة لزعزعة استقرار البلاد؟ لا يجب استبعاد أي فرضية" يضيف الموقع نقلا عن مصادره الحكومية. وجاء الرد الرسمي متأخرا حيث قررت السلطات الجزائرية هذه المرة الرد عليها وتكذيبها بصفة رسمية مع عدم ظهور "بوتفليقة" أيضا، فقد نفى السفير "عمار بلاني" المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية هذه الأنباء مساء يوم أمس السبت، حيث قال "بلاني" في تصريح للموقع الإلكتروني الإخباري "كل شيء عن الجزائر" أن "الأمر يتعلق بإشاعات خبيثة لا تشرف أصحابها ولا تستحق الإهتمام كونها مخزية ومشينة". وتعيش "الجزائر" خلال السنوات الأخيرة على وقع شائعات غير منقطعة حول صحة الرئيس خاصة وأنه أضحى قليل الظهور إعلاميا وفي كل مرة يضطر للظهور عبر وسائل الإعلام الرسمية في نشاط رسمي لتبديد ما ينشر حول تدهور وضعه الصحي. وكان "بوتفليقة" البالغ من العمر 75 عاما قد أجرى سنة 2005 عملية جراحية تتعلق ب"قرحة في المعدة" بمستشفى "فال دو غراس" العسكري ب"باريس" وعاشت البلاد آنذاك موجة شائعات بسبب رفضه استقبال حتى الشخصيات الرسمية إلى غاية ظهوره في التلفزيون الرسمي. وكانت برقية نشرها موقع ويكيليكس قد أكدت أن "بوتفليقة" مصاب بسرطان المعدة.