الخوف من الله هو ما جعل عمر الفاروق يقول قولته الشهيرة » و الله لو أن شاة تعثرت في العراق لخفت أن يسألني الله عنها لمَ لمْ تعبد لها الطريق « وسيكون من العبث أن أدخل في تفاصيل مقارنة أشياء لا تقارن، كخوف عمر الذي تحمل مسؤولية رسم معالم دولة المسلمين، وأقارنه ب »خوف« مسؤولينا في الوزارات المعنية و المسؤولة من قريب أو بعيد عن فاجعة الحوز في ثلاثاء من دم.. بعد التسليم بالقضاء و القدر.. تبقى المقارنة صعبة جداَ، لكن على الأقل تأخذ منها العبر !
كيف لعُمر أن يخاف من سؤال الله له عند تعثر » شاة « و هنا فوق ركح هذا الوطن لا يخاف أصحاب القرار من »فعل القتل« في حق البشر بتعبئة مضاعفة في إثنان وأربعون حصة من الموت ! القتل للتذكير أقوى من التعثر بكثير.. القتل بتفاصيل رخيصة وسيلان دماء بالمجان دون أي دفع مسبق باشتراك في ثورة و لا تمرد و لا عصيان.. بل القتل بالإهمال و النسيان وممارسة سياسة النعامة ووضع الرأس في التراب، في حق جهة منسية ! في الطريق إلى المغرب العميق هناك حيث لا شيء ينفع ! مقارنة قاسية وغير عادلة و منصفة بين الاهتمام بطرق و شوارع الشمال و القرب من أوربا وجلب الاستثمارات بين جنوب يسوق للموت الرخيص على طرقاته و القرب من اللاجدوى و اللانفع..
طريق تيشكا الموت، من هناك يمر ابناء الوطن من زاكوة و وارزازات و طاطا .. المقهورين بقساوة الزمن و فضاءات والوسط من الوطن، من هناك يمر من يبحث عن لقمة العيش بين خليط الإسمنت المسلح لبنايات عالية من طينة الموروكو مول و المارينا و غيرها.. بين أسوار الفيلات الفخمة كحارس يصل النهار بالليل دون انقطاع أو خلف مقود سيارة رئيس شركة كبرى كسائق !
طريق تيشكا الموت، ترفض كل من يمارس الاستمناء في الكلام ليطرح فرضية و إمكانية تسبب الأعطاب الميكانيكية و الاخطاء البشرية في الحادث.. تيشكا تنتظر منا فقط تخصيص نفقة لها وبشكل استعجالي لحفر نفق تحت جبالها، يضمن العبور الامن أما منعرجاتها فوجب أن تحاط بسياج وتُحول إلى محمية من الدم و رائحة الموت، لتدون الجرح المغربي العميق !
لنتذكر جميعا انهم من هنا مرروا تسكن محياهم الفرحة بانقضاء عطلتهم السنوية و الرجوع من جديد لرسم سنة جديدة من الأمل، مرروا بلباس العيد الذي لطخ بالدماء، بفرحته التي كانت لا تزال مرسومة على محياهم فقط عند دخولهم مراكش البهجة.. لكن سرقت منهم في لحظة بسبب الحفرة التي كان يخاف "عمر" أن تعثر شاة بها في بلاد العراق !
أضعف الإيمان استقالة رمزية المعنى، تفتح باب الأمل في مغرب يعرف مسؤولوه تحرك شعور داخلي لديهم يدعى تأنيب الضمير إلى حين إمكانية زرع خوف اصطناعي !