في مؤتمر صحفي عقدته لجنة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي أمس الثلاثاء، بالعاصمة التونسية، وُجهت من جديد أصابع الإتهام في قضية اغتيال عضوي "الجبهة الشعبية" في 2013، إبان حكم الإسلاميين، لحركتهم النهضة عبر "تنظيم سري" تابع لها، وذلك استنادا لمجموعة من الوثائق التي حصلت عليها هيئة الدفاع. الضحيتان المحامي اليساري والمعارض الشرس شكري بلعيد (48 عاما) والنائب المعارض محمد البراهمي (قومي عربي)، أرديا قتيلين برصاص الغدر بالعاصمة تونس، الأول في فبراير والثاني في يونيو من نفس السنة (2013)، وتبنى العمليتين جهاديون على صلة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، قبل أن تعلن السلطات في بداية 2014 توصلها لكمال القضقاضي، القاتل المفترض لبلعيد والبراهمي وقتله، إلا أن عائلتي الضحيتين لطالما طالبتا بكشف المستور بشأن مدبري الاغتيالين. وسائل إعلام دولية أوضحت أن مجموع الوثائق التي قدمتها هيئة الدفاع في المؤتمر الصحفي تحدثت عن "تنظيم خاص" و"سري" تابع لحركة النهضة، ذي طابع استخباراتي، وعلى علاقة بتنظيم الإخوان المسلمين، مؤكدة وجود وثائق مهمة بهذا الشأن بما وصفته ب"غرفة سوداء" في وزارة الداخلية داعية إلى فتح هذه الغرفة وتمكينها من الاطلاع على ما أودع فيها. من جهتها نفت النهضة في بلاغ إعلامي وجود أي جهاز سري وأدانت ما أسمته "أساليب المغالطة والتضليل" التي تتهم هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي باعتمادها. و"تأسفت" النهضة أن "يكون البرنامج الوحيد للجبهة الشعبية هو الاستثمار في دماء الشهيدين للتغطية على فشلها المتواصل في المحطات الانتخابية السابقة وعجزها عن تقديم برامج جدية للشعب التونسي".