اشتهرت الدلافين التي تتميز بذكائها الملفت منذ القدم بوديتها تجاه البشر. ووصف معظم المختصين والباحثين في علم البحار هذه الكائنات البحرية بأنها أفضل صديق للإنسان داخل البحر. فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟ الاعتقاد بوجود علاقات خاصة بين الدلافين والبشر تأتي من الصفات المميزة لهذا المخلوق المائي، ابتداءً من مستوى الذكاء العالي الذي يملكه وصولا إلى المعتقد الراسخ كونه يهتم بالبشر. ولكن هل يستأثر البشر باهتمام الدلفين بنفس القدر الذي نعتقده؟ وهل يعتبر الدلفين صديقا للإنسان؟ رؤية الأشعة السينية قد يكون أكثر ما يجلب اهتمام الدلافين بالبشر هو وجه الشبه الكبير بينهما، وهو ما يحفز غريزتهم لإنقاذ البشر في الحالات الطارئة. تستخدم الدلافين الموجات الصوتية للكشف عن فريستها. وتعتقد هذه الكائنات أننا مشابهين لها، خاصة أننا ننتمي إلى نفس فصيلتهم، وهي الثديات. ترى الدلافين النساء الحوامل جذابات بشكل خاص، كما تملك الدلافين القدرة على الاستماع إلى نبض قلب الجنين. عقل "جميل" تأتي الدلافين في المرتبة الثانية بعد البشر من حيث معدل كتلة الدماغ مقارنة مع حجم الجسم. وهناك عوامل أخرى تشهد على ذكاء الدلافين: فقد تمكنت الدلافين من استيعاب اللغة الخاصة التي اخترعها الإنسان للتواصل معها وتجيد هذه الكائنات مواجهة الصعوبات. وقد نجح اثنين من الدلافين في اختبار لفتح أنبوب مملوء بالأسماك اضطرهما للتعاون مع بعضهما البعض. كما يمكن للدلافين التعرف على نفسها من خلال المرآة. في محاولة لفهم "الدلفين" تملك الدلافين وسائل معقدة للتواصل. لكن هل لدى الدلافين لغة خاصة؟ هل بإمكان البشر والدلافين التحدث في يوم ما مع بعضهم البعض؟ سؤال يشغل بال العلماء لعقود، وفي ستينيات القرن الماضي، قامت الباحثة جون ليلي بحقن الدلافين بمادة مخدرة (LSD) بغية معرفة لغة الدلافين وإمكانية التواصل معها. غير أن تجاربها باءت بالفشل ولم تتمكن من العثور على طريقة سهلة يتواصل من خلالها البشر مع هذه الكائنات. "الدلافين الوحيدة" الدلافين كائنات اجتماعية للغاية ونادرا ما تكون لوحدها. لكن هناك العديد من حالات "الدلفين الوحيد"، وتدفعها وحدتها للتواصل مع البشر كطريقة خاصة لتعويض النقص الاجتماعي الذي تعاني منه. عدوانية الدلافين تجاه البشر تعامل الدلافين مع البشر ليس وديا دائما، حيث يوجد العديد من الحالات التي تكون فيها الدلافين عدوانية تجاه البشر، كأن تجر شخصا ما أثناء سباحته إلى وسط البحر أو حتى إلى قاعه، ما قد يتسبب له بإصابات وكسور. ويصعب على العلماء تفسير تصرفات الدلافين العدوانية، وتحديد إن كانت مقصودة أو ربما تكون لعبة خشنة من قبل هذا الكائن البحري. التهديد من "الأصدقاء" البشر تواجه الدلافين تهديدات من البشر على عدة جبهات، فقد كشف تقرير عام 2017 أن 15 من الدلافين قُتلت خلال فترة 2015 - 2016 بعد أن علقت في الشباك، التي نصبتها السلطات الأسترالية لإبقاء أسماك القرش بعيدة عن شواطئها. كما تواجه الدلافين تهديدات أخرى مثل التلوث البيئي وتغير المناخ، حيث أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات تؤثر عليها.