عاش جنرالات الحكم بالجزائر يوما عصيبا بسبب الانقطاع المفاجئ للكهرباء لمدة طويلة على العاصمة الجزائر، اعتقدوا على إثره بوجود محاولة انقلاب على الحكم ومؤامرة لدفع الشعب إلى الثورة. حيث خلق هذا الوضع حالة استنفار وسط الجيش الجزائري بعدما تذكر جنرالاته المتحكمين في الحكم حادثة اغتيال الرئيس الأسبق محمد بوضياف عام 1992، عندما كان خطاب مباشر للشعب على التلفزيون الرسمي حيث انطفأت أضواء القاعة ليتم إطلاق الرصاص على الرئيس واغتياله. هذا وقد استمرت لليوم الرابع على التوالي الاحتجاجات والمواجهات مع رجال الأمن بالجزائر ضد انقطاع التيار الكهربائي في عشرات المدن الجزائرية، وقد خلفت هذه المواجهات جرحى وسقوط أول قتيل في مدينة الطارق في حين ماتزال الأوضاع مرشحة لمزيد من التوتر في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي على أغلب المدن الجزائرية. ففي مدينة الطارق تحولت احتجاجات السكان على انقطاع الكهرباء إلى مواجهات عنيفة خلفت سقوط قتيل على الأقل، كما قطع السكان بجيجل الطريق في حين خرج المئات من الجزائريين بالقليعة وبتيبازة، إلى الشوارع للتنديد بالاقتطاع المتكرر للكهرباء ونفس الأمر عاشته مدينة قسنطينة وجبل الوحش، الزيادية والفوبور، وكذلك المدينتين الجديدتين علي منجلي وماسينيسا ومنطقة زواغي وأحياء كل من القماص والدقسي ووادي الحد وبومرزوق وابن الشرقي والمنية وبلديتا حامة بوزيان وديدوش. وجاء انقطاع الكهرباء في رمضان ليزيد من معاناة الجزائريين الذين اضطروا إلى الإفطار على ضوء الشموع. ولقد خلقت هذه الحركات الاحتجاجية هلعا كبيرا لدى السلطات الجزائرية، حيث استدعى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وزير الطاقة في حين بررت الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء هذه الانقطاعات بتسجيل استهلاك قياسي في الطاقة الكهربائية خلال الأيام الأخيرة فاقت التسعة آلاف "ميجا وات" بزيادة نسبة 12 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ومما يزيد من معاناة الجزائريين بسبب انقطاع التيار الكهربائي ارتفاع درجات الحرارة حيث وصلت درجة الحرارة إلى 55 درجة. ولقد تسبب هذا الوضع في وفاة 40 شخصًا أغلبهم من المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة.