عودة قصص ظهور (ملائكة) تقاتل الى جانب الجيش السوري الحر في اغلب الحروب الحديثة التي وقعت بين المسلمين وبينهم وبين اعداءهم ، فان هناك قصصا ل(كرامات) تُنقل عن (المجاهدين) تتضمن المساعدة الالهية التي تقدم لهم عبر ارسال الرب لملائكة تقاتل معهم .
تتداول وسائل الا علام لاسيما المواقع ( الجهادية ) بين الحين والاخر ، ظاهرة قتال الملائكة الى جانب طرف معين في حروب يخوضها مسلمون فيما بينهم ، او في قتالهم مع اعدائهم، اذ يسعى وعاظ الجهاد، الى تاكيد وقوعها عبر ادلة وبراهين لحث الشباب المسلم على الالتحاق بالجبهات ، ولتأكيد عدالة قضية معينة تدافع حتى (الملائكة) عنها . وفي وسائل الميديا ومواقع النت العشرات من مقاطع الفيديو المتضمنة لمشاهد وخطب وشهود عيان تؤكد حصول هذه (المعجزات) الربانية . ولطالما ردد ( الجهادي ) الفلسطيني المعروف عبدالله عزام ، قصصا تنتشر في المساجد ويتلقفها الرأي العام حول قتال (الملائكة) الى جانب المجاهدين ضد السوفيت ابان احتلالهم لأفغانستان . وكان الداعية السعودي الشيخ محمد العريفي قد قال بين الناس في احدى خطب الجمعة أن "رجلاً سورياً أخبره عن قصة خيول بيضاء تقاتل إلى جانب ثوار سوريا ". وبيّن العريفي بين مريديه " حدثني شيخ كبير عن ولده الذي أصيب يوماً ، فرجع الى البيت للتداوي ، فإذا بمجموعة تلاحقه وتضربه وطارحة السؤال عليه حول الخيالة البيض الذين يقاتلون الى جانب ثوار سوريا " . وبحسب العريفي فأن الشيخ السوري قال له " ما كان معهم رجالا ولا خيولا بيضاء ، إلا أن تكون ملائكة من السماء". وفي اغلب الحروب الحديثة التي وقعت بين المسلمين وبينهم وبين اعداءهم ، فان هناك قصصا ل(كرامات) تُنقل عن (المجاهدين) تتضمن المساعدة الالهية التي تقدم لهم عبر ارسال الرب لملائكة تقاتل معهم . وفي اثناء الحرب العراقية الايرانية (1980 -1988) تداول العراقيون عدة قصص حول رجال بملابس بيض يقاتلون معهم ، وبالمقابل فان الجنود الايرانيين كانوا يتحدثون عن فرسان بملابس بيضاء وخضراء ، ترفع الرايات امام جحافلهم وهم يقاتلون الجنود العراقيين . وتحدث (مجاهدون) في افغانستان ايضا ، عن تفجير البعض منهم لدبابة روسية بالنفخ في الهواء او بذر التراب، كما زعم البعض الاخر انه اسقط طائرة بحجر . وتكررت ظاهرة ظهور الملائكة ايضا إبان العمليات (الإرهابية) في المملكة العربية السعودية على يد تنظيم القاعدة، إذ حفلت العديد من إصداراتهم الصوتية والمرئية بهذه القصص، وخصوصاً في جانب الابتسام عند الموت أو عدم تعفن جثة قتلاهم. وفي حرب تموز العام 2006 في لبنان تداول الراي العام قصص هلع الجنود من الفرسان الذين يرتدون اللباس الأبيض ويحملون السيوف. كما زعم البعض ان الجنود الاسرائيليين وهم يحاربون مقاتلي حزب الله كانوا يرون اشباحا تطير في السماء تقتلهم وتتجسس عليهم . وفي هذا الصدد يقول الكاتب الكويتي حمد سالم المري ان "حماس بعض أبناء المسلمين وشعورهم بالغضب اتجاه ما تفعله الالة العسكرية السورية ضد الأطفال والنساء والشيوخ سلك بعضهم مسلك من قبلهم اثناء الحرب الأفغانية السوفيتية عندما استخدم الاعلام لنشر الاشاعات الكاذبة التي ترفع من معنويات المقاتلين الأفغان وتهبط من معنويات الجيش السوفيتي". ويزيد المري في مقاله في صحيفة الوطن الكويتيةان "بعض أبناء المسلمين استخدم هذه الحرب النفسية في الحرب الأفغانية السوفيتية بطريقة مخالفة للشريعة الاسلامية مثل نشرهم اشاعات مشاهدة الملائكة تقاتل الى جانب المقاتلين الأفغان، أو اعتراف الأسرى السوفيت بأنهم كانوا يشاهدون رجالا بلباس أبيض ومعهم رماح وسيوف يمتطون خيولا بيضا سرعتها كالبرق ما ان تمر على جندي روسي الا ويقع صريعا". وفي موقع يوتيوب نُشر مقطع فيديو يتضمن صورة لشبح ظهر بين الجماهير في ساحة التحرير في القاهرة ، ويشير الفيدو الى ان هذا الشبح لم يكن سوى (المهدي المنتظر) وتحقّقْ الوعد بظهور الراية المصرية . وبحسب المري فان هذه الحكايات ما هي الا "محض اشاعات تدخل في علم الغيب الذي خصه الله تعالى لنفسه الا ما أطلع عليه رسله عليهم السلام ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ". وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر) و(فيس بوك) و(يوتيوب) ، قصص نزول الملائكة للقتال الى جانب الجيش السوري الحر، بل ان بعض الدعاة ممن يتصدر للإعلام روج لهذه الاشاعة . ويظهر مقطع فيديو مظاهرة شبابية ضد النظام في سوريا حيث أصيب أحدهم بالرصاص ليظهر له رجل بلباس أبيض حمله بين يديه حيث اخلاه الى مكان آمن . وبحسب البعض من انصار الجيش السوري الحر فان هذا الرجل لم يكن الا ملك مرسل . لكن المري يشير الى ان "الملائكة في الدين من الغيبيات ، وان جبريل عليه السلام لم يشاهده الصحابة على هيئته وعندما كان يأتي النبي كان يأتيه بهيئة الصحابي دحية الكلبي لكونه جميل الوجه وحسن المظهر ولا يعلم الصحابة أنه جبريل الا بعد خروجه". وفي المعارك التي خاضها المسلمون الاوائل ، لم يرى حتى الصحابة الملائكة ، لكن النبي كان يخبرهم عنها . وحين سار الرسول في جنازة ثعلبة بن عبدالرحمن ، شاهده الصحابة يمشي على أطراف أنامل قدميه فسألوه عن السبب فأخبرهم ان الملائكة تزاحمه في تشييع الجنازة . وينتقد المري الاشاعات مؤكدا ان "الايمان يجب ان يكون وفق ما جاء في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ومن حاول ان يسخر الايمان بوجود الملائكة كسلاح اعلامي ضد العدو فنقول له استخدمه بالطرق الشرعية الصحيحة وفق قاعدة الحرب خدعة وليس بالكذب المخل بأحكام الشريعة".